أين يكمن السر في نجاح الهلال؟

موفق النويصر

TT

أكاد أجزم أن فريقا في القارة الآسيوية لم يشغل محبيه قبل خصومه على السواء كما فعل الهلال السعودي.

ذلك الفريق الذي يفاجئك على الدوام بتميزه الفني والإداري والتنظيمي، ليس في كرة القدم فحسب، ولكن في الكثير من الألعاب الفردية والجماعية.

في هذا العام أعاد الهلال ذكرى هلال الثمانينات، أو كما كان يطلق عليه سابقا «هلال كندينو»، ذلك الفريق الذي كان يتمنى محبوه التسجيل فيه، حتى ينتفض ويثخن شباك خصومه بمختلف الأهداف.

هلال اليوم لا يختلف كثيرا عن هلال الأمس، حيث يقدم نموذجا لما يجب أن يكون عليه أي ناد يرغب في تحقيق الانتصارات ومن ثم حصد البطولات، حيث أصبحت فرقه ملازمة لمنصات التتويج، أو على أقل تقدير المنافسة على مراكز الصدارة، شاهدنا ذلك في كرة القدم، والطائرة والسلة والتايكوندو وغيرها من الألعاب الأخرى.

النجاح الهلالي يبدو أنه يزعج الكثيرين من داخل السعودية أكثر منه خارجها، ولذلك نجد الجميع يحاول أن ينتقص من كل إنجاز يتحقق له، على الرغم من اقتتالهم عليه قبل أن يذهب للهلال، شاهدنا ذلك عند السباق على لقب «القرن الآسيوي»، و«العقد الآسيوي»، وأفضلية اللاعبين، ناهيك عن محاولات التشكيك في البطولات المسجلة باسمه.

الجميل أن الهلاليين الذي تفرغوا لحصد البطولات تلو البطولات، أصبحت لديهم مناعة ضد الأصوات النشاز التي تصدر بين الحين والآخر، فباتت لا تلهيها عن هدفها المرسوم.

ولعل حديث أحدهم أمس في برنامج «في الثمانينات»، الذي يقدمه الإعلامي محمد الدرع على «الرياضية السعودية» خير دليل على ذلك، عندما جير الانتصارات الهلالية في كرة القدم للثنائي الأجنبي رادوي وفيلهامسون، متجاهلا تألق كوكبة اللاعبين السعوديين الذي يزخر بهم الفريق. وكأن الهلال لم يعرف البطولات إلا من خلال هذا الثنائي، أو أن الـ51 بطولة التي حصدها تحققت مع هذين اللاعبين فقط، أو أنه أصبح ملاما على اختياره للاعبين مميزين، فيما يخفق غيره في جلب لاعب واحد يستطيع أن يحدث الفرق له، وإن وجد هذا اللاعب، فإنه لا يستطيع النجاح كونه يغرد وحيدا في فريق نصفه من العواجيز ونصفه الآخر لا يملك المؤهلات الكروية المطلوبة.

الغريب أن خصوم الهلال الذين شغلهم تفوقه، لم يتنبهوا حتى الآن للسر في نجاحه، فهناك من يرجع الأمر للمدربين، وآخرون للإدارة، وفئة ثالثة ترى أن اللاعبين الأجانب هم من يرجحون كفته، وفي تقديري أن تماسك الإدارة الهلالية وأعضاء شرفها وجماهيرها هي سر نجاح هذا الكيان، ليس في هذه السنوات ولكن على الدوام، فهناك دائما رأس واحد في الهلال يعمل الجميع على إنجاحه، مهما اختلفت الرؤى وتشعبت الآمال، بخلاف ما يحدث في الأندية الأخرى، التي نرى لها رؤوسا بكبر القاعدة نفسها، وبالتالي تعمل كل جهة على إسقاط الأخرى، رأينا ذلك في الاتحاد والنصر والقادسية والاتفاق والرائد والتعاون والحزم والوحدة، والنتيجة سقوط هذه الأندية في مستنقع الخلافات، وبالتالي تعثرها عن ملاحقة الهلال نحو البطولات.. فهل عرف المغرضون أين يكمن سر التفوق الهلالي؟

[email protected]