بين نصر «مفقود».. وشباب «ضائع» جملة متشابهات!

هيا الغامدي

TT

لم تكن الجولة الآسيوية الأخيرة من منافسات دوري الأبطال بالشكل أو المضمون المأمول لفرقنا المشاركة بهذه البطولة المهمة، فالنصر لعب على أرضه وبين جمهوره الوفي المتعطش، تخلف بداية عن السد ومن ثم عادله «بشق الأنفس»، هذا مع وفرة محفزات الحضور والأداء...!! وكالعادة الصوت النصراوي يرمي باللائمة على أقرب إسقاط، وأصابع الاتهام هذه المرة نالت من دراغان في خانة التخبط باختيار التشكيلة المناسبة كونه لا يسمح لأيٍّ كان بالتدخل باختياره للاعبين ولا بالتشكيل، وهذا مبدأ صحيح لأي مدرب يريد النجاح لعمله - كحامل للمسؤولية - ويريد تحمل كل تبعات خياراته ومفرزات عمله، ولا أعتقد أن هناك من سيلقي باللائمة عليه أكثر من توجيه النقد لا «الفرض»، فأنت تنتقد العمل والسلوك ولا تفرض رأيك، وإلا لكان الفريق يسير ببرمجة «ما يطلبه النصراويون»!

رأينا كيف أسهمت الحلول الإدراكية لدراغان في تعديل الحال، وإن لم يقفز سوى نقطة واحدة فقط! ولكن «المضحك.. المبكي» الإيحاء الظني الذي أثبت من خلاله النصراويون دخلوهم للمباراة وتفكيرهم منصب على الهلال!! ومع أن السماء كانت «قمرية» بتلك الليلة «الـ15» بحثنا عن هلال، فلم نجد أي موقع زمني فلكي «عقلاني» أكثر من كون المسألة ربما تكون مرتبطة باللقاء المرتقب الأحد القادم (ديربي العاصمة)!! تساءلت كغيري: ما دخل هذا بذاك؟!! أيعقل أن تكون بين طيات فكر مدرب محترف وعناصر محترفة شيء من هذا القبيل؟!! هل تصدقون ذلك؟!!

صدقوني، إن هناك من يسير بهذا الاتجاه، بشكل عام وبعيد عن تضييق المسافة على «نصر وهلال»!! والأمثلة كثيرة، هناك من يقحم التفكير بمسألة لاحقة بما هو حاليّ، ويخسر الاثنان وبالتالي يحدث الخلط المباشر والذي يفضي إلى نتائج مكررة ومتشابهة هي وليدة تداخل الأفكار بين ما هو محلي وخارجي، و«الدليل»: انظروا إلى نتائج الفرق السعودية الأربعة وعطائها بالآسيوية، ألا ترون من أنه نسخة مكررة عن النتاج المحلي؟ فمخزون العقل الاحترافي لدى البعض من القصور لدرجة ترمي به في قائمة التخبط، ولا مكان لأي انفصالية زمنية أو مكانية للحدث الحالي... يا إلهي!!

الشباب سار على منوال النصر، بل أسوأ، حينما سمح لبروده التام بالاستسلام لمخالب الجزيرة الإماراتي والعبث 2/1، بشكل أصبحنا لا نعرف من خلاله الليث شكلا ولا مضمونا، فالهزيمة الآسيوية بنظر البعض لا تغتفر، ولكن الأداء الباهت الهزيل هو الأكثر سوءا، فأنت لا تمثل فريقك فقط، بل تمثل بلدك، وبصراحة، الشبابيون هذا الموسم حالهم لا يسر العدو، فما بالك بالحبيب؟!! وما اعتدناه من الصوت الشبابي المتعقل التركيز على الأخطاء «فقط».. وبعيدا عن الانحدار الذي يرمي باللائمة على الآخرين كالحكام واستقصادهم للفريق «فهذه جديدة» على أصحاب البياض!!

السؤال: هل بتنا نراهن على هذه البطولة العصية على السعوديين مؤخرا بصوت كروي واحد؟!! أم أن الأيام ستأتي لنا بالجديد؟؟ لا وقت للتراجع بتوقيت «الإصلاح والتطوير» ينعدم كل شيء ويبقى الهدف الباحث عن التحقيق بيد من سيمثل الكرة السعودية خير تمثيل، ويا أمان الخائفين جنبنا الزلل..!