يوم أول من أمس قررت الذهاب إلى «استاد» الأمير فيصل بن فهد لمشاهدة نهائيات «ألعاب القوى» السعودية على مستوى الشباب.
وكلما ذهبت إلى هذا «الاستاد» الذي كنا نسميه «استاد» الملز، عندما كنت طالبا جامعيا أذهب سيرا على الأقدام من كلية الآداب بشارع الستين إلى «ملعب الملز» المجاور لميدان الفروسية.
ذهبت يوم الخميس إلى «الملز» سابقا للتشجيع والاستمتاع ووجدت نفسي مجبرا لأن أكون مع بعض أعضاء اتحاد ألعاب القوى وبعض الحكام الذين أعرفهم منذ سنوات طويلة.
لا أحد في المدرجات غير المتنافسين. لم أشاهد من يرتدي «العقال والغترة» إلا في المنصة حيث بعض المسؤولين أو المنظمين أو أقاربهم.
ألعاب القوى مظلومة جدا جدا، اللاعبون يشجعون أنفسهم، والحكام يشجعون أنفسهم.
لا يمكن أبدا أن نلوم اتحاد اللعبة، بل إن هذا الاتحاد تحديدا يعد أكثر الاتحادات اجتهادا وإخلاصا ورغبة في التطوير، وأن اليد الواحدة بالتأكيد لا تصفق.
بعيدا عن ميزانية الاتحاد «التي لا تذكر».. وبعيدا عن ميزانيات الاتحادات الأخرى «التي لا تذكر» أيضا، أؤكد أن المسؤولية ليست مسؤوليات الاتحادات بقدر ما هي نظرة ضيقة للعبة التنافسية السعودية.
إهمال «مشترك».. يبدأ من المدرسة، وينتهي عند وزارة المالية.
بالتأكيد لا يمكن أن يحضر أي مشجع في مثل هذه المناسبات لأن المجتمع الرياضي كله لا يقرر أهمية ألعاب القوى.
يتسابق الناس في الخارج لشراء تذاكر مناسبات ألعاب القوى وحجز الأماكن الجيدة، وعندنا تقام المناسبات المتتالية، و«لا حس ولا خبر».
قبل ذهابي إلى «استاد» الأمير فيصل بن فهد بيوم كنت أستمع إلى المعلق السعودي الذي يعلق على مباراة الجزيرة الإماراتي مع الهلال.
تصوروا أن «الاستاد» الإماراتي الجميل الخاص بنادي الجزيرة بلغت تكاليفه نحو 180 مليون درهم!!
مبلغ بسيط جدا إن قورن بما تدفعه أنديتنا الكبيرة، للاعبين والمدربين والمعسكرات، وإن قورن بميزانيات مشاريع أقل أهمية من «الاستاد».
أرضية ملعب الأمير فيصل بن فهد.. سيئة جدا جدا.
قلت لمدير «استاد» الأمير فيصل بن فهد، محمد العتيبي: «أعانكم الله».
كل لاعب.. أو فريق يريد أن يلعب في «الملز». حتى الملعب «الرديف» لم يعد مقبولا من الأندية.
أنهكت الأرضية وتعبت كثيرا ومع الأسف الشديد أنها الوحيدة في العاصمة باستثناء أرضية «الاستاد» الرئيسي.. «استاد» الملك فهد الذي لا يستطيع تحمل إقامة مباريات مكثفة.. وعلى مستوى كافة الفئات.
أريحونا.. وافتحوا المجال لرجال الأعمال.
أريحونا.. وطالبوا وزارة المالية بأن تنشئ لنا «استادات».. متوسطة المستوى على غرار ملعب الجزيرة الإماراتي الرائع الجميل.
تصوروا أن ملعبا بهذا السوء كان على موعد مع نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد يوم الجمعة.