بالتأكيد لن أكون الأول ولا الأخير الذي سيتحدث عن موضوع الهلال وتصريحات رئيسه الأمير عبد الرحمن بن مساعد، الذي يأبى أن يتحدث بلغة الشارع الرياضي كما يريد البعض، بل يُصر - وهو الشاعر ذو المخزون الثقافي واللغوي الهائل - على أن يرتقي بتصريحاته إلى مستويات يتم فيها المزج بين الكلمات والمعاني بأسلوب حضاري راق، وبما لا يخدش حياء السامع ولا يُفهم منه ما لم يكن مقصودا بالدرجة الأولى.. ولهذا كانت 99% من تصريحاته متحفظة، وتعطي المنافسين نفس الحجم والقوة والقدرة على مقارعة الهلال مهما كانت أحجامهم الحقيقية، لدرجة وصلت مرحلة الإغراق في التواضع.
ومع هذا وجد ويجد الأمير نفسه عرضة لتفسيرات وتأويلات غريبة عجيبة لا يمكن التعامل معها سوى على أن أصحابها يحاججون فيها على مبدأ «عنزة ولو طارت».. والأكيد أن الأمير ليس مستهدفا لكونه شاعرا يستخدم سلاح الكلمة الراقية، بل لأنه رئيس الهلال الذي تصادف أنه في أفضل أيامه تحت قيادة الأمير وإدارته. ويبدو أن الكثير من زملائنا يرون في الإثارة جواز السفر الوحيد للظهور أو البروز أو جذب المشاهدين والقراء، ولهذا باتت البرامج الرياضية كما كتب عنها زميلي وصديقي تركي الدخيل مرتعا لبعض المحللين الرياضيين الذين أصبحوا يتحدثون «بلا خطام ولا زمام ولا رابط ولا ضابط، حتى ولغوا في قصص لا يليق الخوض فيها».
الأمير الشاعر عبد الرحمن بن مساعد ضاقت به الحال، فلم يجد بدا من القول بأن ما يحدث في الرياضة السعودية وصل إلى منزلق خطير جدا، وحالة لا تفسير لها ولا مبرر ولم تحدث من قبل.
وللأمانة فقد كتبت قبل بضع سنوات مقالة في جريدة النادي (آنذاك كانت مجلة) حملت عنوان «نداء للأمير سلطان»، وبعدها سمعنا عن فكرة تشكيل اتحاد للإعلام الرياضي الذي لا أعتقد أنه وصل لأي مرحلة مقنعة حتى الآن.
الأمير عبد الرحمن قال «ما أتفه الرياضة عن بكرة أبيها إذا وصلنا إلى هذه الدرجة من التشكيك في الذمم والأخلاق، وأمور تخرجنا عن الدين، وأنا أتهم التعصب الرياضي واتهم الناس الذين لا يراعون أمانة القلم، ولا يوجد أحد في الوسط الرياضي لا يخطئ، وبالتأكيد نحن في إدارة الهلال ارتكبنا أخطاء وصدرت مني شخصيا إساءات تجاه أشخاص دون أن أقصد، لكن مستحيل أن أقوم بالتشكيك في ذممهم، ومستحيل أن أتهم أحدا بالرشوة.. لهذا أعتقد أنه يجب تغليظ العقوبة من وزارة الإعلام لتكون من خمسين ألف ريال إلى مليون ريال لمن يسيء، وليس مبلغا بسيطا يستطيع أي شخص دفعه، وإذا لم يستطع دفعه يتم سجنه»..
إلى هنا ينتهي كلام الأمير وكلامنا نحن له بقية في المقالة اللاحقة.