لا وجه للشبه بين رادوي وعبد الغني

موفق النويصر

TT

منظر غير مقبول ولا أخلاقي ولا يندرج تحت بند «اللعب النظيف» الذي يدعو له «الفيفا»، ذلك الذي ظهر عليه حسين عبد الغني، قائد فريق النصر السعودي، عندما رفض مصافحة ميريل رادوي، لاعب نادي الهلال، قبل بداية مباراة الفريقين ضمن الجولة الـ23 من دوري «زين».

موقف عبد الغني في هذه المباراة، التي انتهت بفوز الهلال بنتيجة 1/0، ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير؛ حيث سبق للاعب أن كرر فعلته نفسها مع رادوي ضمن مباريات كأس ولي العهد، عندما رفض مصافحته قبل بداية اللقاء، الذي انتهى هلاليا أيضا، وقبل أن تتوتر العلاقة بين اللاعبين بعد التصريحات الإعلامية غير المقبولة التي ذكرها رادوي بعد نهاية المباراة.

الغريب أن بعض الإعلام الرياضي يحاول تشبيه رادوي بعبد الغني، من خلال محاولة النيل من الأول وتصويره بصورة «الجزار» عطفا على تصرفات سابقة صدرت عنه في مواسم ماضية، متجاهلين حقيقة ثابتة أن سقطة رادوي الوحيدة في هذا الموسم كانت عندما ارتكب مخالفة الركل من دون كرة بحق لاعب الوحدة عبد الخالق برناوي ضمن مباريات دوري «زين»، واستحق إثرها الطرد من المباراة، بالإضافة إلى العقوبة الفنية التي أوقفته مباراتين إضافيتين.

وبخلاف ذلك، نلاحظ أن اللاعب استطاع أن يضبط سلوكه كثيرا داخل الملعب، على الرغم من محاولات الاستفزاز والضرب التي يتعرض لها من لاعبي الفرق الأخرى، كما يعتبر من اللاعبين الأجانب القلائل الذين يقاتلون داخل الملعب وتحت أي ظرف، وكأنه يلعب لمنتخب بلاده، متجاهلا في أوقات كثيرة الآلام التي يتعرض لها أثناء المباراة، فتجده يغضب كثيرا إذا تم استبداله حفاظا على سلامته، رغبة منه في تحقيق الانتصار لفريقه.

على الطرف الآخر نجد أن عبد الغني لا يختلف كثيرا عن رادوي في جانب اللعب القتالي والرجولي، وإن كان يعاب عليه فقدانه، للحظات متباعدة أثناء المباراة، تركيزه؛ فيتصرف تصرفات صبيانية غير رياضية، قد تتفاقم إلى ما لا تُحمد عقباه في حال تجاوب الطرف الآخر معه، كأن يشتبك أو يتلاسن معه، فتكون النتيجة توتر أجواء المباراة.

ولعل ما حدث بالأمس، عندما تعرض رادوي للضرب بالمرفق من لاعب النصر أحمد عباس، خير دليل على ذلك، فعلى الرغم من احتساب حكم المباراة خطأ لصالح الهلال وإنذار عباس بالبطاقة الصفراء، فإن الجميع شاهد عبد الغني وهو يصرخ في رادوي ويطالبه بعدم التمثيل، فاستفز بعض لاعبي الهلال، وكاد يشتبك معه ماجد المرشدي لولا تدخل العقلاء في الفريقين لفض النزاع.

وكذلك الحال ما حصل في مباراة الفريقين ضمن بطولة ولي العهد عندما سقط لاعب النصر الروماني بيتري في كرة مشتركة مع أحد لاعبي الهلال، فما كان من رادوي إلا أنه ذهب للاطمئنان على ابن جلدته، ففوجئ بعبد الغني يبعده بطريقة غير رياضية، استحق إثرها البطاقة الصفراء، مما كاد يتسبب في اشتباك لاعبي الفريقين، ناهيك عن قصص عبد الغني مع لاعبي الاتحاد والشباب والوحدة والنصر قبل أن ينتقل له.

الملاحظ أن جدية عبد الغني داخل الملعب واستمراره على هذه الوتيرة طوال مشواره الرياضي، لم ينجحا حتى الآن في تهذيب سلوكه الرياضي أثناء اللعب، شاهدنا ذلك في جميع المباريات التي لعبها للأهلي أو النصر أو تلك التي مثل فيها المنتخب؛ حيث يكون عادة هو الشرارة التي تحدث أزمة بين فريقين. فهل بعد هذا يمكن تشبيه عبد الغني برادوي؟ أعتقد أنها مقارنة ظالمة، ولن تخدم كثيرا عبد الغني فيما تبقى له من عمر كروي في الملاعب الرياضية.

[email protected]