المخمور.. يفتح ملف حدود القنوات!

مساعد العصيمي

TT

يبدو أن الإثارة والتنافس بين المحطات التلفزيونية المهتمة بالمنافسات الكروية السعودية قد بلغ شأنا كبيرا يتجاوز في مداه الحدود الإعلامية المطلوبة.

يحدث هذا بينما الشأن داخل الملعب، ومن ثم قراءته وتحليله ورصد الآراء تجاهه باتت متاحة وسهلة، بل إنها من اليسير أن يتم تسخير العشرات لذلك، ليكون التنافس خارج ما ينتمي للملعب، فهبت القنوات، كل يبحث عن تميز، ولا نلومها في ذلك ما دام الأمر يصب في الفائدة، مثلما فعلت قناة «لاين سبورت»، وعبر «الجولة»، حينما كشفت عورات الملاعب مما سيعجل بإصلاحها.

لكن السؤال المطروح هل يحق للقنوات أن تنبش في كل شيء.. من باب الحرية الإعلامية؟ أحسب أن هذا من حقها ما دامت لا تقتحم حقوق الآخرين، وإن فعلت فوفق الأنظمة والقوانين المتبعة.. أقول هذا بعد حلقة الزملاء في «الجولة» عن الشاب الذي تم القبض عليه بداعي معاقرة الخمر وحمله.. لأشد على يد الزميل طلال آل الشيخ وهو يبدي غضبه من سلوك المعنيين بالأمن وهم يقدمونه لقمة سائغة للإعلام دون مراعاة لأبسط حقوق ذلك الشاب حتى لو خالف النظام.

هنا أخالف كثيرين ممن أشاروا إلى أن القناة الناقلة مسؤولة أخلاقيا عن ذلك، بل أشدد على أنها ليست محل العتب واللوم، لأنها تبحث عن الخبر بتسليط الضوء على كل ما هو مخالف لأجل أن تدعو لإصلاحه، وهي، عبر مراسلها، وجدت في ذلك خبرا ومادة من حقها أن تقدمها لمشاهديها، والعتب واللوم. وأتوقع أن المسألة تذهب لمن هو معني بحماية المخالف، وهم رجال الأمن وإبعاده عن الإعلام، وحتى المتجمهرين «لأنه على أقله لم يكن يعي ما يفعل»، أما أن يقدم كهدية من خلال إنزاله من العربة العسكرية عيانا بيانا، ففي ذلك تجن على حقوقه.

رأي آخر في الموضوع، هو أن الحدث وقع داخل حدود ملعب الكرة، فمن الطبيعي أن يتصدى الإعلام المعني بالرياضة له، وأحسب أن تجاهله مناقض لماهية الإعلامي الباحثة عن كل ما هو جديد ومثير وغريب، وعليه فقد كان الزميل مراسل «الجولة» عند حسن الظن من خلال نشاطه، بل بقدرته على إقناع مسؤولي الأمن بتقديمهم له مادة إعلامية غريبة ومثيرة، مع شكره على أنه حافظ على بعض حقوق المعني بستر وجهه أثناء المقابلة.

الحقيقة أننا بتنا عبر البرامج التي كنا نعتقد أنها إخبارية وتحضر ليلا بعد انتهاء المنافسات والأنشطة الرياضية، لا نبحث عن الخبر الكروي لأنه متاح وسهل، بل عن القصص والحكايات والآراء الغريبة وما يحدث خلف الكواليس، وأحسب أن القنوات المعنية نجحت إلى حد ما في كسر الرتابة عن برامجها، لكن عليها فقط أن تنتبه إلى أن ذلك لا يعطيها الحق في التجاوز على الآخرين.

[email protected]