بصمة المدرب أليغري على انتصارات الميلان

ألبرتو تشيروتي

TT

لو أن كل شيء سيسير على ما يرام كما حدث في بريشيا ستحمل بداية شهر مايو (أيار) الأعلام ذات اللونين الأحمر والأسود (لوني قميص الميلان). فإذا تعادل الإنتر في مباراته المقبلة أمام تشيزينا، وتمكن الميلان من إحراز الفوز أمام بولونيا في الجولة ذاتها، ربما يتمكن الميلان من الاحتفال، واقعيا، بحصد درع بطولة الدوري المحلي. أما إذا لم يحدث ذلك فربما سيحتاج الأمر إلى الانتظار بعض الشيء، لأن الملعب لا يزال يحكم مرة أخرى لصالح أليغري، مدرب الميلان، الذي كان رائعا في توقعه بأن مباراة السبت ربما تكون هي اللقاء الحاسم في بطولة الدوري المحلي، والذي كان رائعا أيضا في تحقيقه للفوز عن طريق الفريق قبل أن يحصده من خلال أشخاص.

لا نعلم إذا كان الميلان سيصبح بطلا للنسخة الحالية للدوري خلال المباراة المقبلة التي سيلعبها في سان سيرو أمام بولونيا، كما حدث في عام 1979 عندما احتفل الميلان بفوزه بالبطولة المحلية في أول مايو ( أيار) أو كما وقع في عام 1988 عندما تمكن الميلان من الفوز في نابولي وتم تتويجه بأول بطولة محلية تحت قيادة رئيسه الحالي برلسكوني، أم لا. لكننا نعي جيدا أن تصدر الميلان للدوري هذا الموسم ليس ناتجا عن الحظ، لأن هذه هي الجولة الـ24 من إجمالي 34 جولة، التي يتربع فيها فريق أليغري على قمة الترتيب بلا منازع بأفضل هجوم (مناصفة مع الإنتر)، وأفضل دفاع بفارق 4 نقاط إضافية عن الإنتر بقيادة مورينهو في الموسم الفائت. غير أننا كنا نعلم، بشكل خاص، أن ماسيمليانو أليغري قادر على تحقيق الفوز الرابع له على التوالي أمام فريق بريشيا المنتعش، رغم أنها المرة الأولى التي لا يتمكن فيها مدرب الميلان من إشراك أي من البرازيلي أليكساندر باتو أو السويدي إبراهيموفيتش في التشكيلة.

وفي مسودة الميلان الخاصة بدرع البطولة الحالية سنجد اسم اللاعب البرازيلي روبينهو محفورا داخلها، تلك الجوهرة الثمينة، والذي تمكن حتى الآن من تسجيل 12 هدفا بقميص الميلان، دون احتوائها على ضربات جزاء، مؤكدا على إجادته للعب الكرة في أي مركز، سواء كصانع ألعاب أو رأس حربة ثان أو حتى مهاجم صريح، مثل ظهوره خلال مباراة أول من أمس، وإذا كان الميلان قد تمكن من التغلب على بريشيا الذي بدا رائعا، فإن الفضل في ذلك يعود أيضا إلى الحارس، الذي دافع بشراسة عن اللقب المحلي الثاني له مع فريقه، بعد الذي حصده في عام 1999، بإنقاذه لكرة ديامنتي، لاعب بريشيا، وكذلك تياغو سيلفا، الذي كان قائدا لقطاع دفاع الميلان، والهولندي فان بوميل الذي كان فعالا للغاية في وسط الملعب، وأخيرا القائد سيدورف، الذي تقدم مع نهاية اللقاء إلى مركز صانع الألعاب بدلا من الغاني بواتينغ، والذي كان ماهرا في بدء الهجمة التي أحرز منها روبينهو الهدف. إنها أسماء كثيرة لنجوم الميلان الذين تألقوا، لكن جميعهم تحت إدارة مخرج واحد وهو أليغري.

وكان والتر ماتزاري، هو الآخر، مخرجا ماهرا لفريق نابولي الذي، على العكس من الميلان، اعتمد، تقريبا بشكل حصريا في مباراته أمام باليرمو، على خدمات مهاجمه الأوروغواياني كافاني. ولم يتمكن نابولي، في الواقع، بعد إحراز كافاني ضربة الجزاء لفريقه، من مقاومة عودة باليرمو المتجدد إلى اللقاء. وهكذا بات نابولي، بعد ضياع أمل الدرع (حيث إن الفارق مع الميلان المتصدر قد اتسع إلى 9 نقاط بعد خسارة نابولي أمام باليرمو 1/2)، يواجه خطر فقد المركز الثاني أيضا، لا سيما بعد العودة المزدوجة للإنتر الذي تمكن بعشرة لاعبين فحسب من الفوز على لاتسيو وتخطي نابولي في الترتيب، محرزا الفوز الـ10 له من إجمالي 10 مباريات على أرضه تحت قيادة مدربه الحالي ليوناردو. وإلى هذا الحد يبتعد كابوس خوض الأدوار التمهيدية عن مخيلة الإنتر، بينما لم يتبق أمام فريق يوفنتوس، بعد تمكن كاتانيا من التعادل أمامه في الثانية الأخيرة من مباراتهما، سوى الحلم فحسب بالحفاظ على المركز الذي ربما يضمن له مكانا في بطولة الدوري الأوروبي.