انتخابات «بالمقاس».. والاتحاد في الطريق

عبد العزيز الغيامة

TT

توقعت من الأساس أن لا يفوز المرشح معدي الهاجري برئاسة نادي القادسية لاعتبارات عدة، أبرزها في رأيي أن ثوب الرئاسة مفصل بالمقاس على الرئيس الحالي عبد الله الهزاع الذي يبدو أنه عرف كيف يجدد ولايته الرئاسية بقدراته وإمكاناته التي لم تتوافر في المرشح معدي الهاجري!!

مجموعة الهاجري ردت أول من أمس على بيان الرئاسة العامة لرعاية الشباب الذي بالفعل كان هشا كعادة «بياناتها» طوال السنوات الماضية ولم يكن كذلك فقط بل فاقدا لكل ما هو قانوني بدليل أنك تقرأ البيان من أوله لآخره دون أن تستند إلى مادة قانونية قد تعطي كل المشككين في الانتخابات الحق في صحة رئاسة الهزاع!

لا يهمني من فاز في الانتخابات بقدر اهتمامي بالآلية التي لا تزال تسير عليها رعاية الشباب بخصوص التكليفات وطريقة الانتخابات التي تدار بها طيلة العقود الماضية، والبيان الأخير لمجموعة معدي الهاجري أكد أن ثغرات قانونية خطيرة ظهرت قبل وأثناء وبعد انعقاد الجمعية العمومية للنادي وكذلك في آلية الترشيح، لكن رعاية الشباب تجاهلت كل ذلك ولم توضح بالنظام كيف فاز الهزاع!

لم يكن رد رعاية الشباب في البيان القصير الذي نشر أمس في الصحافة الرياضية والذي شددت فيه على أنها تكتفي بما قالته من كلام إنشائي ضد اتهامات مجموعة الهاجري. وهذا الرد يعطي الجميع مرة أخرى الفرصة للحديث عن الشفافية التي تسير عليها أنديتنا السعودية حينما تحتكم وتلجأ لما يسمى بالانتخابات!

أسأل نفسي في الفترة الأخيرة وأردد: لماذا رعاية الشباب هي المسؤولة عن الجمعيات العمومية الخاصة بالأندية؟ أين هي اللجنة الأولمبية السعودية عن مثل هذا الدور؟ المنطق والعقل يقولان إن ما تقوم به رعاية الشباب ليس دورها الرئيسي ما دامت هناك لجنة تسمى اللجنة الأولمبية السعودية التي - وبصراحة أكثر - أشك كثيرا في وجودها في ظل أن أمانتها العامة غائبة تماما عن حضور المنافسات.. أين الأمين العام في كل ما يحدث في الأندية وفي منافسات الألعاب المختلفة؟ يا ترى بماذا هو مشغول ما دامت النتائج الأولمبية التي تحققت للرياضة السعودية في السنوات الأخيرة لا تزال ضعيفة وربما لا شيء إذا ما استثنينا اتحاد ألعاب القوى والفروسية وهما اللذان يقومان بجهد شخصي من رئيس الأول وفرسان الأخير؟!!

أعود وأقول مرة أخرى: إن الثوب الذي لبسه هزاع القادسية سيرتديه مرشح مشابه له في إدارة نادي الاتحاد، والدليل ما نقرأه ونشاهده عن التحركات الجادة لتأجيل انعقاد الجمعية العمومية التي يبدو أنها لا تريد مرشحا بعينه لرئاسة النادي!!

المسؤولون في رعاية الشباب كانوا يطالبون بتفعيل الجمعيات العمومية في اجتماعاتهم الأخيرة التي نقلت على الهواء مباشرة لكنهم ينسون تماما أنهم السبب الحقيقي في عدم التفعيل لأن الآليات التي تحكمها الجمعيات العمومية قديمة جدا وغير فاعلة!!

ما جرى في القادسية بالإمكان أن يطلق عليه انتخابات، لكن الواقع يقول إنه «تكليف» بشكل مؤدب حتى وإن خالف النظام الذي أكل عليه الدهر وشرب!

[email protected]