ارحموا «عزيز» قوم.. زل!!

هيا الغامدي

TT

استكمالا لما تحدثت عنه في المقال السابق بخصوص الطبائع المتأصلة سلبا لدى بعض اللاعبين، وعنونتي لذلك بـ«أبو طبع غلاب» الذي يصر على تفعيل طباعه غير الجيدة مع فريقه أو مع زملائه بشكل يدعو للاستغراب والتعجب!! كون تلك الشخصيات الكاريكاتيرية المحورية أساسها «الطبع المتمحور» المتأصل باللاعب، الذي تلعب به عوامل عدة تضعف أو تزيد من حدته أهمها المزاج.. التهاون.. وعدم تقدير الذات والآخر بالشكل المطلوب، والضرب بصيغ ومتطلبات وأساسيات البيئة الاحترافية عرض الحائط!

وهنا سنتحدث عن صاحب طبع غلاب آخر، وأعني «خالد عزيز» محور الهلال، وحينما نذكر ذلك الاسم فإننا نستحضر القيمة الفنية (التكتيكية / والتكنيكية) التي تحضر بحضور اللاعب كاسم كبير وصاحب خبرة دولية ومحلية ولا خلاف، ولكن فأين الإشكال إذن؟!

الإشكالية برمتها تقع في نقطة تغيب اللاعب المتكرر كل موسم مع أو من دون سبب، وبشكل لافت يحرم فريقه من خدماته وهو لاعب.. (محترف) وخطؤه محسوب عليه! حتى إننا بتنا نتساءل؛ هل من حظ الهلال كفريق يملك كتيبة من النجوم والمواهب أن لا يخرج عن قاعدته الاحترافية كحضور والتزام سوى لاعب واحد فقط هو خالد عزيز؟! أم أن حظه أن لا تحدث (نوائب الدهر) إلا مع لاعب واحد فقط من لاعبيه؟!، علما بأن الجميع تعرض ويتعرض ومعرض لتلك الظروف وأكثر، غير أن (الواجب) المهني والاحترافي لا يبرر الغياب لمجرد الغياب.. ولكن!!

ندرك سلفا أن الظروف الحياتية المختلفة أحيانا تغلب على جهد الإنسان ومقدرته على مقاومتها والتصدي لها، وهذه طبيعة بشرية تتفاوت من شخص لشخص، لكن «عزيز» بصراحة أدمن التغيب كل موسم بحجة.. غير! فتهاونه بالحضور والالتزام بالتدريبات فوت عليه وعلى فريقه المنفعة المتبادلة، فمهما كان لا أحد ينكر (الهارموني) الانسجام العالي الذي يضفيه تواجد عزيز مع رادوي في خانة المحور المتأخر، خاصة أن اللقاء القاري المقبل مهم.. وحساس بل (خطير) أمام سباهان إيران، وأعتقد أن الإدارة الهلالية كان المفروض منها مناقشة كالديرون في مسألة إبعاد عزيز كعقاب احترافي عن ذلك اللقاء، وكان يفترض منها البقاء على مسألة العقاب الإداري فقط، الذي تجلى بالحسم المادي!

العقوبة المادية في العرف الاحترافي صيغة من صيغ الحلول الإدراكية للمواقف الخارجة عن نص المألوف، ولمن هم بمثل وضعية عزيز، وفي عالم تملأه شواغر المادة وصعوبة العيش يبرز الحل المادي كأبرز مؤثرات الحلول تطبيقا على اللاعبين! فيكفي أن تُحرم من مكافأة بطولة بأكملها، ويحسم نصف راتبك تقريبا لتدرك قيمة الحضور والتفاعل مع فريقك الذي يملك خيارات كثيرة لتسريحك.. استبدالك.. وإبعادك؛ سواء عن خارطة الفريق لنهاية الموسم أو الإبعاد نهائيا!!

ومع ذلك فلا تزال الإدارة الهلالية تفعل أسلوب «العصا.. والجزرة» مع غيابات اللاعب المتكررة، خاصة في أوقات الذروة الموسمية، وهو ما يحسب لها وعليها، ويبدو أنها قد تخلت عن قناعتها السابقة بالاستغناء عن خدمات لاعبيها نظير «لحظة مكابرة» مع الذات أو.. مع الآخر!! عزيز مطالب بالتخلي عن مزاجية الحضور والغياب والحرص على فريقه، وبالنسبة للهلاليين فلن نقول سوى: ارحموا «عزيز» قوم.. زل! الحرمان المادي يكفي.. صدقوني!!

[email protected]