الأهلي.. مرة أخرى

عبد الرزاق أبو داود

TT

ما انفكت الأمور في الأهلي تسير على نمط لا يحبذه الكثيرون من محبي النادي.. ولم يكن أشد «الكارهين» للأهلي يتمنون أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه بالنسبة للفريق الأهلاوي لكرة القدم.. الأهلاوي الأول الذي حير الكثيرين.. وصبت جماهير النادي غضبها على إدارة النادي واللاعبين والمدرب لسوء الأحوال الفنية والإدارية.. لن نتلاعب بالألفاظ حول ذلك.. فهذا هو حال الأهلي الآن.. وهي حقيقة يجب الاعتراف بها.. تعالت الأصوات.. والاحتجاجات.. بعضها يتهم إدارة النادي.. وآخرون يصرون على رحيل المدرب المؤقت.. وثالثة تطالب بتغيير اللاعبين الأجانب واستبدالهم.. وهو ما يحتاج إلى تمويل!

المسؤولية متشعبة.. إدارية.. أدائية فنية يتحملها المدرب واللاعبون، وهناك مسؤولية إدارية تضع السياسات البعيدة المدى، ومسؤوليات جماهيرية تتمحور في الدعم المعنوي والأدبي والمحاسبة العلنية.. ولا شك أن جماهير الأهلي متفردة في هذا الجانب.. وهناك مسؤولية إعلامية توعوية.. هذه الجهات وغيرها من الأجهزة العاملة تتحمل مسؤولياتها في نطاق مهامها الموكولة إليها.. الجهود المبذولة من هذه الجهات تصب في النهاية في بوتقة واحدة، تعمل على تحقيق النجاح للنادي الأخضر.. ترى أين ضاعت هذه المسؤوليات والتبعات في خضم ما يعيشه الأهلي؟!

تفرد أي جهة.. أو إقصاء الآخرين.. أو محاولة تصوير أي رأي مختلف.. لن تكون في مصلحة النادي.. كما أن الادعاء بتحمل المسؤولية عند تحقيق الانتصارات ثم إلقاء التبعة على الآخرين عند حدوث الإخفاقات أمر لا يستقيم.. ولا يصب أصلا في مصلحة النادي.. وإذا كان الاستقرار الإداري أحد أهم أسباب النجاح.. فإن استمرار «الإدارة الأهلاوية الحالية» في أداء عملها بوضعها الحالي يظل موضع نقاش.. ومنحها الدعم الكافي لتسيير شؤون النادي وفق «عقد» أهلاوي مسؤول واتفاق مقبول.. شرفيا وجماهيريا.. أمر جوهري وملح.. عقد عملي يستند إلى تحمل كل الجهات في النادي مسؤولياتها بفعالية.. وأن تعمل مع الأهلاويين كافة على اختلاف أطيافهم.. وبصرف النظر عن التباينات التي لا ينبغي إقحامها في أمور النادي، فالعملية التكاملية بين كافة الجهات.. وهي مفتاح عودة الأهلي إلى وضعه الطبيعي.. كما أن العمل الفردي.. مهما كانت إمكانياته.. لا يصل إلى الهدف في أغلب الأحوال! على الأهلاويين تهدئة الأمور.. وإعادة فتح قنوات التواصل.. والعمل بروح جماعية.. ووقف الحملات الإعلامية الموجهة.. مهما كانت أهدافها أو أدواتها.. والعمل بروح تجمع ولا تفرق. على الأهلاويين العودة عن التناقض إلى الحوار البناء.. وترك الفرصة لكل محبي الأهلي لإبداء آرائهم.. وطرح مقترحاتهم.. وتغليب مصالح الأهلي.. لا نشك في كون المرجعية الأهلاوية تدرك دقة أوضاع النادي.. ولا نشك كذلك في أنهم يعملون للتوصل إلى رؤية عملية وبأسرع وقت ممكن.. فقد تغدو العودة مستحيلة إذا تفاقمت الأوضاع.

الأهلي قلعة مفتوحة لجميع أبنائه وسيظل كذلك.. والعمل الجماعي أساس النجاح. والاستقرار الإداري والمالي والفني ضروري جدا.. ويتوجب على الجميع أن يقوم بدوره بتصحيح الأخطاء.. بالتعاون مع جميع محبي النادي. ولكي تنجح هذه الإدارة.. فإنها تحتاج إلى وقفة مع النفس.. ومراجعة ناقدة لمنهجية عملها.. وقفة تحتاج إلى المصارحة وتحديد الأخطاء.. ومن ثم معالجتها.. و قفة عمل.. وخطوات تصحيحية.