إلكان يبعث برسالة قوية وواضحة

فرانكو أرتوري

TT

رغم أن جدول ترتيب الدوري يقول إن اليوفي يبتعد عن الصدارة بـ21 نقطة كاملة، ورغم خروج اليوفي من البطولات الأوروبية خالي الوفاض، أكد جون إلكان، رئيس شركة «إكسور» المالكة لجزء كبير من أسهم نادي اليوفي، بوضوح أن نادي اليوفي في المقدمة، ويتفوق على جميع الأندية الإيطالية. ورغم أن الأمر قد يبدو غريبا وغير قابل للتصديق، يجب على جماهير نادي اليوفي أن تتعامل مع هذه التصريحات بثقة وارتياح كبيرين. إن نادي اليوفي في القمة لأربعة أسباب. الأول هو أن تصريحات إلكان، أكبر مساهمي النادي، لم تحمل أي إشارة إلى مشكلات وعراقيل الماضي القريب التي لا تفلح، إلا في كبح انطلاقة الفريق. والسبب الثاني هو أن إلكان قد أكد التزام عائلته بمساندة نادي اليوفي ودعمه الفوري (من خلال زيادة كبيرة في رأسمال النادي) وعلى المدى البعيد أيضا. والسبب الثالث هو اقتراب نادي اليوفي من افتتاح استاده الرائع الجديد. وسيصبح هذا الاستاد بمثابة المعقل الجديد للنادي وبمثابة رمز له، كما سيصبح أرضا خصبة لتحقيق أرباح مادية واقتصادية. والسبب الرابع هو أن نادي اليوفي قد بدأ يدعو الجماهير للمشاركة بصورة فعالة في إدارة ناديهم وامتلاك حصة من أسهمه، وقد بدأ النادي بالفعل في التواصل بشكل أكثر فاعلية مع جماهيره من خلال إنشائه موقعا جديدا على الإنترنت. ولا يمتلك أي ناد إيطالي آخر مثل هذه المميزات الإدارية والتخطيطية ومثل هذه البنية التحتية. وقد تمحور الخطاب الذي طال انتظاره من جون إلكان، والذي جاء بتفاهم واضح مع أندريا أنيللي، رئيس النادي الذي يدعمه الجميع، حول بعض المفاهيم التي عادة ما نسمعها في مناسبات ومواقف أخرى تتعلق بعالم الشراكة والاقتصاد. وهذه المفاهيم هي الاستمرارية والمصادر البديلة والمتجددة والمشاركة. إننا يجب أن نعتاد على أن نعيش عالم كرة القدم في هذا الإطار الجديد الذي لن يكون فيه مجال للتبذير وإهدار الأموال وغياب المسؤولية الاجتماعية. إن النفس القصير وهواجس الانتصارات بلا جهد لم تعد موجودة في كرة القدم. وقد تحدث إلكان بنضج وواقعية مع الـ10 ملايين مشجع الذين يؤيدون فريق اليوفي ويتطلعون بلهفة لوجود لاعب فذ يتمكن على الفور من تغيير حالة الإخفاق والتراجع الخالية للفريق. وطلب إلكان من هؤلاء الجماهير أن يساعدوا النادي على ضمان حياة طويلة وحافلة بالانتصارات لنادي اليوفي. لقد كان كل ما تحدث عنه إلكان رائعا وقيما، لكنه لا يكفي، فلا بد من تحويل الأفكار والسياسات الإدارية إلى واقع ملموس وإلى نقاط في رصيد النادي في جدول ترتيب الدوري. ويجب أن يثمر الاستقرار الحالي الذي ينعم به اليوفي عن زيادة القيمة الفنية والإدارية للفريق في المرحلة القادمة، بعد أن تعرض في السنوات القليلة الماضية إلى تغييرات كثيرة ومتلاحقة في اللاعبين والأجهزة الفنية والإداريين، وهو بالتأكيد أمر خاطئ ومضر بالفريق. ويجب استغلال الموارد الكبيرة للنادي، التي تصل في مجموعها إلى نحو 100 مليون يورو، بطريقة مختلفة عما كان يحدث في الماضي القريب، الذي تميز بكثرة الأخطاء والمشاريع الفاشلة.

وفيما يتعلق بالجانب النفسي والتواصل مع الجماهير، لا يمكن أن تعتمد الدعوة القوية لاستعادة هيبة النادي وكرامته على تغيير الفكرة السائدة لدى الجماهير عن ناديها منذ نشأته. يجب على نادي اليوفي أن يعتبر نفسه إحدى ثروات كرة القدم الإيطالية وعلما ترتبط به الجماهير كأنه جزء من حياتها. ويستطيع نادي اليوفي، أكثر من أي ناد آخر، أن يوضح الطريق اللازم لإعادة بناء شاملة لحركة تعاني من أزمة واضحة الآن. لم يعد هناك أي معنى للانشقاقات والخلافات. لقد منح جون إلكان وأنديا أنيللي بعضهما البعض الوسائل اللازمة للانطلاق وتحقيق نهضة كبيرة لنادي اليوفي، ويجب مساندتهما في هذه المهمة.