الرياضة.. وظل السياسي!

منيف الحربي

TT

في مثل هذه التوترات التي تشهدها المنطقة، يصعب على الرياضة أن تنعتق من ظل الوضع السياسي الذي يكاد يحجب شمسها ويحيل مسابقاتها إلى مساحة معتمة تضج بالشعارات والشكوك.. الواقع أن من يسعى لإشعال المنطقة سياسيا هو من يسعى لجرها رياضيا نحو المزيد من التسخين والتشنج.

كانت المعاملة الإيرانية للأندية السعودية تتميز بخلق الكثير من المتاعب وافتعال المواقف المزعجة، وكانت المدرجات هناك مسرحا صارخا للتعليقات الراديكالية (والتسويق المثيولوجي).. هذا في الظروف العادية.. أما اليوم والمنطقة تتقلب على صفيح ساخن فإن مخاوف الأندية السعودية والخليجية مبررة وطبيعية جدا.

مواجهة الهلال وسباهان تحديدا تتجاوز حسابات المجموعة، وتتعدى كونها بين بطل السعودية وبطل إيران.. هي افتتاحية مواجهات دخلت نفق السياسة ويخشى أن لا تخرج منه، ورغم تطمينات السفير الإيراني في المملكة وإجراءات الاتحاد الآسيوي، فإن المخاوف المنطقية بقيت كما هي، والأكيد في كل الحالات أن الإيرانيين سوف يستغلون الورقة النفسية إلى أقصى حد حتى لو لم تحدث أي تجاوزات خطيرة.

المؤسف أن موقف الاتحاد القاري خلال الفترات الماضية كان بردا وسلاما على اتحاد الكرة الإيراني رغم المضايقات المعروفة، ورغم تحول الملاعب إلى لوحة دعائية اختلطت فيها العبارات الدينية والجغرافية والسياسية، لهذا تبدو الثقة منقوصة تجاه كل التطمينات التي أثبتت التجارب أنها مجرد كلام في الهواء.

لن تذهب الأماني هذه المرة تجاه معاني الرياضة السامية ودورها الأبيض، ولن تذهب تجاه مستوى كروي أو حتى سلامة الفرق.. الكل يتمنى أن تكون الأضرار في حدها الأدنى (على الأقل نفسيا!»

آخر الأنباء تحدثت عن احتمال انسحاب الأندية السعودية، وهو احتمال يبقى واردا طالما بقيت الأوضاع كما هي أو في حال حدوث شيء لا قدر الله.

البطل الأزرق

الذين ينظرون للهلال على أنه فريق كرة قدم يحقق البطولات ينظرون للجزء المضيء من الصورة فقط أو ما هو داخل البرواز..!

خلف اللقطات الجميلة هناك الكثير من العمل المنظم، ضبط العدسة، تحدي الزمن، اختيار التوقيت، الزوايا، سرعة الغالق، حس الفنان، ثقافته، وعيه بمعنى الصورة، مشاعره التي يسعى لإيصالها.. و.. و..!

الهلال مؤسسة رياضية حضارية ظلت تحافظ على أسسها وتسعى لتطوير رسالتها.. صحيح أنه ربما يكون لدى بعض الأندية جوانب تتفوق فيها عليه، وصحيح أن بعض الظروف التي توافرت للأزرق بعض الأوقات لم تتوافر لغيره، لكن تفريط تلك الأندية بما لديها وتعاملها مع مكتسباتها بسلبية يثبت أن الفكر الهلالي هو من خلق معادلة التفوق الطويل بينما انشغل غيره في حسابات صغيرة، وصغيرة جدا!!

مبروك للهلال، وشكرا له على إنصاف العمل المنظم وإثبات نظرية النجاح لمن أراد أن يتعلم.