«تجارة» كرة القدم السعودية!

عادل عصام الدين

TT

أكثر ما يزعجني في خطوات كرة القدم السعودية «الحالية» انشغال الكثيرين بـ«البزنس» على حساب اللعبة نفسها. اقرأوا.. وتابعوا.. وادرسوا الكثير من الخطوات، وستصدمكم النتيجة أو المحصلة. استغل البعض التوجه نحو الاستثمار، بالانشغال بالتجارة إلى درجة الاستغلال.. والإهمال.

أهملت كرة القدم.. أهمل الأصل.. أهملت اللعبة وصار البعض ممن كانوا في الوسط الكروي «على الهامش» من كبار المسيرين وصناع القرار، لأن العملية في النهاية باتت تجارة على حساب الرياضة.

«أعضاء».. انشغلوا.. وتفرغوا لكرة القدم السعودية، ولكن في كيفية الاستفادة المادية وليس تطوير كرة القدم السعودية. تتحدث مع البعض فتصدم بأن كل اهتمامات هذا «العضو» تنطلق وتنصب حول كيفية تحقيق مكاسب مادية دون النظر إلى مصلحة اللعبة.

أدعو الله أن لا تدفع كرة القدم السعودية ثمن هذا الإهمال وهذا «التهور» والاندفاع واللا مبالاة والبحث عن المصالح الشخصية.

في عدد واحد فقط.. قرأت عن اتهامات رشوة بين طرفين يمثلان ناديين سعوديين، علما بأن إدارة الوحدة نفت ضلوعها بالعملية. وقرأت عن التزوير والرشى والشرطة في نادي القادسية، وكذلك عن نفي إمكانية اتفاق مضر والنور من أجل إسقاط الأهلي في كرة اليد، حيث إن مضر متقدم على الأهلي بفارق نقطة، أي أن الخبر يتمحور حول شائعة تشير إلى ما يتردد حول التنازل أو الاتفاق على نتيجة مباراة. إنه مجرد «كلام» نسمعه كثيرا في مثل هذه المناسبات.

بالطبع لن أتحدث عن «صحة» وقوع مثل هذه الدسائس والمؤامرات من عدمها، لكنني أريد أن أقول إن الحكايات الـ3.. كنا نسمعها.. واليوم بتنا نقرأها، والفارق كبير بلا شك.

كنا نقرأ عن الفساد الكروي في الخارج.. أما اليوم وقد بتنا نقرأ عن بعض الممارسات الخطيرة في ملاعبنا، فهذا يدل على مدى الحرية الواسعة المنوحة لإعلامنا الرياضي، بغض النظر عن صحة أخبار الرشى من عدمها.

علينا إلغاء «الجمعيات العمومية»، إن كان نظام أنديتنا الرياضي كما هو عليه الآن. إما أن تكون هناك «جمعية عمومية» بالفعل وليس بـ«الضحك على الذقون»، وإما أن نفرض الواقع «الأفضل» بأن يكون الاختيار بيد أصحاب القرار.. وهم كبار أعضاء الشرف، أي كبار الداعمين.

هل يعقل أن طريقة اختيار رئيس النادي في «عصر الاحتراف» تختلف من نادٍ إلى آخر؟!!!

[email protected]