منزلق الرياضة الخطير.. وصمت النائمين؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

ما بال رياضتنا السعودية تسير إلى منزلق خطير دون أن يتصدى أحد لذلك.. هل يعي المسؤولون عن كرتنا معنى أن يكون حديث الإعلام الرياضي والقنوات الفضائية 10 أيام متتالية، قضية رشوة بين ناد وآخر؟!

ما يحدث في الشارع الرياضي السعودي مخجل حد الاستحياء من أن يشاهدنا أحد من خارجه.. لماذا يحدث ذلك ولماذا يصر المسؤولون في نجران على الاستمرار في الظهور إعلاميا على الرغم من أن قضيتهم خرجت وأشبعت طرحا على الملأ!

بصراحة، أكثر الأطراف المتهمة في القضية تبدو في رأيي مسيئة للرياضة السعودية، بل لا تشرف واقعنا شكلا ولا مضمونا، حتى وإن اعترفنا بوجود مثل هذه القضية، التي يبدو أنها ستكون يوما ما ظاهرة إن استمر الوضع على ما هو عليه.

أين اتحاد الكرة السعودي من هذه القضية.. نعم ندرك أنه طلب المستندات والوثائق، ولكن أين هو من طلب إحاطة السرية بالموضوع.. هذه هي القضايا التي يجب أن تغلف بجدار من الصمت والهدوء والسرية، أما القضايا الأخرى التي يختبئ خلفها اتحاد الكرة، فكان الأحرى به أن يخرج ليتحدث بكل وضوح، وحينما أردنا منه أن يطالب بالصمت وجدناه غير قادر على ذلك.. يا للأسى ويا للأسف على ما يحدث؟!

نسأل للمرة الألف: ولماذا يحدث ذلك؟!.. إن ما يجري ما هو إلا تلويث للكرة السعودية وتهديد لسمعتها وكرامتها ومكانتها وقيمتها التي اكتسبتها بمهارة نجومها واجتهادات مسؤوليها.

بلغ بنا الحال لأسوأ مكان وحجم وقيمة وسمعة، وكل ذلك يعود إلى اتخاذ اتحاد الكرة دور المتفرج والمتابع لا دور الحازم والحاسم وصاحب القرار!

كان من المفترض أن يبادر اتحاد الكرة فور تلقيه الشكوى بمخاطبة مصلح آل مسلم ومطالبته بالصمت وحارسه بلزوم البيت، حتى لا يزداد انهيارا لأعصابه إلى أن تظهر الحقائق، أما غير ذلك فيعني أن الكل يتحدث والكل ربما «يتهم» وربما «يكذب»!!

وسط هذا كله نتساءل للمرة المليون: وهل حادثة الحارس ولاعب الوسط هي الأولى أم هي الأخيرة.. هذه ظهرت، لكن غيرها ربما لم يظهر!!

طرحنا هنا في «الشرق الأوسط» قضية بيع المباريات والتلاعب بالنتائج.. إنها قضية واضحة لا غبار عليها.. تظهر في الجولات الأخيرة حيث تكثر الأهداف ويسقط الكبير ويفوز الصغير.. تجد الأخطاء الساذجة والمخجلة، لكننا نقول وبحسن نية «إنها كرة القدم.. إنها لعبة الأخطاء»، وسنظل كذلك لأننا تعودنا أن نكون نظيفين.. طاهرين.. لم نتعود قذارة بيع المباريات، لكنها باتت حاضرة أمامنا وسط صمت «النائمين».

يقول آخر: هذا اللاعب مسحور، ويقول آخر: لقد ذهبنا به إلى الشيخ ليتلو عليه بعض الآيات عله يستريح وتهدأ نفسه، أما ذلك اللاعب الثالث فإن نفسه تهيج حينما يقف أمام الخشبات الثلاث بسبب «عمل ما»..!!

أو هذه هي كرة القدم؟ لا إنها الضغينة والحسد وربما الكذب والتبرير... بل هي افتقاد الإدارة وغيابها.. هل هذه هي كرة زمان؟ لا.. هي ليست تلك الكرة.. تلك الكرة ماتت بل شبعت موتا.. أو لا يكفي أن خلفها كبار ورجال على أرض الميدان من عينة صمدو وحامد صبحي وعبد الله العمدة وصالح النعيمة وماجد عبد الله وأحمد جميل ومحمد الخليوي وعبد الله الدعيع وعبد الله الشريدة ومحيسن الجمعان ويوسف خميس وسلطان خميس.. كل هؤلاء كانوا خشنين، ولكن أصابع أقدامهم كانت تسدد الكرة بجمال أخاذ ومهارة متعبة وشعورهم مليئة بالعشب والطين لا بالكريمات والروائح الزكية وكأنك في حفلة صاخبة!!

[email protected]