الميلان يبتعد عن أضواء الليل ويعمل بنشاط في النهار

لويجي غارلاندو

TT

لولا الفوز الصاعق الذي حققه باتزيني للإنتر على فريق تشيزينا لاحتفل الميلان بلقب الدوري الإيطالي رسميا يوم عيد العمال بفضل هدف فلاميني في مرمى بولونيا. وكان ذلك الأمر من شأنه أن يعتبر مصادفة مناسبة للاحتفال بذلك الفريق القوي العملي الذي يخالف طبيعة الأشياء في نادي الميلان. إن الميلان، تحت قيادة برلسكوني، يعتبر ابنا لإمبراطورية تلفزيونية، وكان الفريق دائما يتحلى بروح الفنان؛ فهو يعمل ليلا عندما تضاء الأضواء وأجهزة التلفاز ولعدد محدود من المشاهدين. وكانت أكثر أمجاد الميلان في حقبة برلسكوني تتمثل في دوري أبطال أوروبا. وعلى العكس من الميلان يعمل اليوفي، الذي تحتضنه شركة «فيات» العملاقة لصناعة السيارات، دائما في وضح النهار؛ لذلك يمتلك الفريق الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالدوري، الذي كان يفوز به وهو يبذل الجهد في المباريات النهارية.

لقد بدا الأمر غريبا وغير مألوف عندما قرر نادي الميلان، الذي يقوده برلسكوني، التركيز على بطولة الدوري المحلي. وكان الأمر يحتاج إلى إعادة وضع برامج للفريق والعمل ضد قصور تاريخه فيما يتعلق بالدوري المحلي. لقد صرح غالياني، نائب رئيس الميلان، يوم 29 أغسطس (آب) 2003 عقب فوز الميلان على بورتو البرتغالي في كأس السوبر الأوروبي: «الآن يجب أن نجيد أنا وأنشيلوتي في تحويل هذا الفريق الكلاسيكي إلى فريق يستطيع بذل الجهد وتخطي الصعاب». وقد نجحا في ذلك، لكن الفريق لم يفقد طبيعته وظل فريقا من الفنانين الذين أصبحوا يجيدون التمثيل في النهار أيضا. وكان الفريق يلعب مباراة في دوري أبطال أوروبا كل أسبوع ويزخر بالمواهب وعلى رأسها كاكا وشيفشينكو. وكان هذان النجمان هما اللذين صنعا وأحرزا هدف الفوز بدرع الدوري عام 2004 في مرمى فريق روما. وخلال الاحتفال بالدوري في ذلك العام شبه كانديدو كانافو فريق الميلان بمنتخب البرازيل عام 1970. وبعد ذلك الموسم عاد الميلان لعادته القديمة ولعب 7 مواسم لم يحقق فيها الانتصارات إلا في البطولات الأوروبية. لكن فريق الميلان بقيادة أليغري يختلف عن الميلان في السابق؛ فالفريق الحالي يمتلك عددا قليلا من النجوم اللامعة في قوام الفريق القوي الذي يدوم طويلا. وكان روي كوستا، لاعب خط الوسط المتألق راقص الباليه، هو صاحب الفضل الأول في الفوز بالدوري للمرة الـ17، بينما هذا الموسم يعتبر نجم الفريق هو بواتينغ، اللاعب القوي صاحب اللياقة المرتفعة. ولا خلاف على دور إبراهيموفيتش وروبينهو وكاسانو مع الميلان هذا الموسم، لكن دور أباتي وغاتوزو وفان بوميل لم يكن أبدا أقل أهمية وحسما. إن فريق الميلان هذا الموسم لا يشبه منتخب البرازيل بأي حال من الأحوال، لكنه تميز باستمرارية أخلاقية تثير الإعجاب. وكان يستيقظ مبكرا ليلحق بعمله الشاق طوال الموسم؛ لذلك السبب كان من المنصف أن يفوز الفريق بدرع الدوري يوم عيد العمال بفضل عماله المتميزين أمبروزيني (قائد العمال) وفلاميني (صاحب الهدف) أمام فريق بولونيا الذي ينتمي إلى أرض المصانع والعمل الشاق.