بلاتر .. وصداقة ابن همام؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

قلت في ما مضى إن الرياضة مثل السياسة، إذ يمكن للأعداء أن يكونوا أصدقاء والعكس صحيح، لكن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف سيب بلاتر كسر القاعدة في حديثه لصحيفة «فرانكفورتر ألغيماين» الألمانية في عددها أمس حينما قال: «كانت تربطني بابن همام علاقة جيدة، وقد دعمني في انتخابات الرئاسة عام 1998، وعملنا معا، لكن لا يمكنني أن أعتبر ما حصل بيننا صداقة».

نعم، كسر بلاتر القاعدة، بل تفرد هذا المخضرم في إظهار عدوانيته بشكل صريح لابن همام، فقط لأن الأخير أراد أن يمارس حقه القانوني في الترشح لرئاسة فيفا.

تصوروا أن كل الدعم الذي وجده بلاتر في أواخر التسعينات ليكون رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم، بات صفرا على الشمال في نظر الرئيس السويسري، ولعل ذلك يعطي انطباعا أو تأكيدا لما قلته قبل أسابيع في هذه الزاوية بأن مرحلة دعم بلاتر بالنسبة للاتحادات العربية والآسيوية يجب أن تتوقف، لأن الواضح جدا أن هذا الرجل لا صديق له ولا يقدر الدعم الذي يجده في سنوات الرخاء فكيف بسنوات الشدة!!

مشكلة بلاتر أنه ينسى أن تربعه على عرش الفيفا لم يأت إلا بدعم شخصيات عربية نافذة على مستوى العالم، وأقصد بالتحديد الأمير فيصل بن فهد (يرحمه الله)، والقطري محمد بن همام، فضلا عن شخصيات كبرى لا أود طرح اسمها في خضم هذه المعارك التي بدأت تلوح في الأفق على الصعيد الدولي الكروي، ولو لم يكن هذا الدعم لكان السويدي لينارت يوهانسون هو الرئيس الفعلي للفيفا منذ تلك السنوات!!

لكنني أقول هنا: ليت الكبار الذين دعموه تركوه لقمة سائغة ليوهانسون ليكتسحه و«يفرج» العالم عليه في تلك الحقبة، ولكنني سأوضح أن تلك المرحلة كانت بمثابة التجربة الغنية لمعرفة كيف نحدد مواقفنا على مستوى رئاسات الفيفا!!

كان صديق العرب حتى وإن أظهر العكس في حواره مع الصحيفة الألمانية، وبالنسبة لي لن أنظر إلى نصف الكأس الفارغ في هذه القضية على اعتبار أن اتحادات آسيا القوية في تلك الفترة حققت أهدافها من دعمها لبلاتر، لكن الواقع الحالي يفرض علينا أن نعيد سياستنا تجاه هذا الرئيس ومن على شاكلته!!

أعتقد أن آسيا وأفريقيا هما القارتان القادرتان على إسقاط بلاتر من منصبه، لو نجح الإداري القطري القوي محمد بن همام في استمالتهما من خلال إقناعهما ببرنامجه الانتخابي الذي سيدخل به بوابة زيوريخ!

الغريب والطريف في آن واحد أن نسمع عن مواقف أوروبية وأفريقية وكذلك شرق آسيوية إيجابية لمصلحة ابن همام، في حين أن 90% من الاتحادات العربية لم تعلن بعد عن موقفها من ترشح ابن منطقتها وقارتها وأمتها!!

لماذا يحدث ذلك؟! هل هو الخوف من إمكانية الخسارة لابن همام وفوز بلاتر؟ لماذا تظهر اتحادات كوريا الجنوبية والصين واليابان وأستراليا وماليزيا دعمها القوي لرئيس الاتحاد الآسيوي في مهمته المقبلة بينما تجد الصمت عنوانا لأكثر من 10 اتحادات عربية تنتمي إلى آسيا؟!

ربما يفوز ابن همام بالرئاسة، وقد ينتصر بلاتر عندما يرى في عيون الاتحادات العربية خنوعا وخضوعا له، وهو الذي لم يقدم لها أي شيء طوال فترة رئاسته للفيفا؟!

قلت في فترة ماضية إن مجرد الترشح لمنصب رئيس فيفا من قبل رجل آسيا القوي محمد بن همام، ما هو إلا تأكيد على الطموحات التي لا حدود لها من قبل هذا الرجل.. ولو خسر «لا سمح الله»، فيكفيه أنه خاض هذه التجربة الفريدة من نوعها، مع يقيني التام بأنه هو زعيم العالم الكروي في الأول من يونيو (حزيران) المقبل.. إنها أمنيات ومعطيات وقراءات خاصة من كاتب هذه السطور، فهل تكون واقعا حقيقيا بعد 26 يوما؟!

[email protected]