إذا ما سلمنا، بعد عواصف جوزيه مورينهو، مدرب ريال مدريد، ضد التحكيم، وكذلك صرخة السير أليكس فيرغسون، مدرب مانشستر يونايتد الإنجليزي، بوجود مؤامرة عامة ضد فريق، وأقررنا بأن الشك هو منشطات كرة القدم، فسيكون عزائنا على الأقل هو تفوقنا بهذا الصدد على ناديي الريال ويونايتد، وهذا ما أظهره السيد كلاوديو لوتيتو، رئيس نادي لاتسيو، بعد ضربة الجزاء التي لم يحتسبها الحكم، لفلوكاري مهاجم لاتسيو، أمام فريق اليوفي في الجولة الماضية. فقد أرعب لوتيتو الكثيرين بالتصريح الذي أدلى به عقب انتهاء اللقاء لصالح يوفنتوس 1/0 قائلا: «كل شيء كان معدا من قبل» ثم كسا كلاوديو شكوكه هذه ببعض الصورة القوية: اتفاقات، تانجيتوبولي، فرق السيطرة.. ويوم (الثلاثاء) أصدر زامباريني، رئيس نادي باليرمو (حتى لا يترك لوتيتو بمفرده) شريطا تسجيليا يحمل 28 خطأ تحكيميا تم احتسابها ضد فريقه. بينما أشار ماتزاري، مدرب نابولي، إلى البنادق المصوبة ضد فريقه منذ وقت طويل.
وهكذا تواجه نهاية الدوري الحالي، ابتداء من العدو السريع نحو المركز الرابع في ترتيب جدول الدوري (روما ولاتسيو تفرق بينهما نقطة واحدة فحسب)، خطر التسبب في إشعال وتدمير البطولة التي اتسمت على مدار الموسم بالانفتاح والمنافسة القوية. ولعل من المشروعية بهذا الصدد التفكير في بعض الحالات الشاذة مثل احتساب ثلاث ضربات جزاء لصالح لاتسيو خلال البطولة في مقابل 13 لفريق روما (رقم قياسي في عدد ضربات الجزاء). الأمر الذي يجعل في نفس التوقيت، نصف مدينة روما تنعم بأشعة الشمس، بينما يقف النصف الآخر تحت الأمطار.
ومن المشروع لنا أيضا المطالبة بأن يتم وضع الحكام في ظروف تجعلهم أقل عرضة لارتكاب الأخطاء. صحيح أنه من حق لوتيتو التنفيس عن غضبه في لحظة الانفعال، كما فعل أبيتي، رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، ولكن من الضروري بعد ذلك أيضا أن يكون هناك شعور بالمسؤولية. لأن توجيه الطلقات دون وجود دلائل يسبب التدمير. فقد كان جوفاني فالكون يقول إن ثقافة الشك ليست هي المدخل نحو الحقيقة، فالإشاعات التي تتناقل من فم لآخر تصبح عقائد. فلو أن الناس اقتنعت بأن «كل شيء معد مسبقا» من سيذهب إلى الاستاد؟
إن هذا الأمر يحتاج إلى جهد في التركيز، فالمناخ الكروي اليوم يعد مما لا يقبل الجدل، أفضل من ذي قبل، فاليوفي الذي فاز أمام لاتسيو على ملعب الاستاد الأولمبي في الجولة الماضية، والذي عانى طوال الموسم، لا يزال حتى الآن يتحمل أضرار قضية رياضية (الكالتشوبولي). لا يستطيع أحد القول إن كل شيء مثل ما كان عليه من قبل. فليست هناك أي طلقة حرمت نابولي من ضمان مكان له في بطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، ولم يمنع أحد فرق أودينيزي ولاتسيو وباليرمو في لعب فرص مجدها. إن الحكام يخطئون تماما كما فعل مهاجمو لاتسيو يوم الاثنين الماضي.
إن الهزيمة أمام اليوفي ليست أثقل من تلك التي تعرض لها لاتسيو أمام الإنتر في الجولة 34 وهو متقدم بهدف ويلعب بـ11 لاعبا مقابل 10 فحسب.
من الواضح أنه في ظل وجود توازن كبير بين فرق القمة في ترتيب جدول الدوري، سيتم التشديد على كل خطأ يرتكب وستكون له مساحة كبيرة من المتابعة. ولكن هذا التوازن يعد بمثابة كنز كبير تحسدنا عليه البطولات المحلية الأكثر فخامة والأقل ديمقراطية. ولا ينبغي علينا تلطيخ هذا الأمر الجيد بالوحل والشكوك.
فلنستمتع بنهاية الموسم الحالي في هدوء. عزيزي لوتيتو، هل تذكر الشاعر الروماني القديم هوراس الذي كان يحثنا على «الصمت». لماذا لا نستمع إليه من حين لآخر؟