هل للرياضة ضمير غائب؟!

هيا الغامدي

TT

في الآونة الأخيرة ووسط جوقة من القضايا الرياضية الساخنة الجريئة شكلا والبغيضة مضمونا محليا بدأنا نسمع ونرى، نلمس، نعايش ونتفاعل مع مسميات دخيلة لا على كرتنا السعودية ومنافساتها فحسب ولكن على تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف بالشكل الذي يدلل على خطورة الوضع إن استمر، ومع أن (ربنا أمر بالستر) إلا أن هذا الغطاء ببعض الحالات قد يعبث بوجه الحقيقة ويضيع معه من مجهود أبرياء وأحقيتهم بالمنافسة الشريفة.

ومع كثرة التساؤلات كيف ولماذا ومنذ متى؟! فإن لا شيء يدعو لتلك الانزلاقات التي يحاول البعض إسقاط كرتنا السعودية إليها والعبث بها في زمن أصبحت فيه «الفرجة ببلاش!!».

«الرشوة» تلك القضية النتنة التي تنمو وتكبر فيما وراء دهاليز الظلام وكواليس الضمائر الغائبة التي لا تتوانى لحظة عن بيع الفساد وشراء الضمير، وما أدراك ما الضمير؟!! فهناك النائم والغائب والميت ويا مجير المستجيرين.. ارحمنا برحمتك.

دسائس، مؤامرات، رشوات وما هو آت ينبئ بالحذر من قضايا دخيلة وبغيضة تحاول النيل من سلامة المقصد وحسن النيات، خاصة إذا لم تجد «التحجيم» المناسب قضائيا ورياضيا إعلاميا وإداريا. «الشطب» تلك العقوبة التي تصدر بوضح النهار بالحالات العابثة بالقوانين والأعراف الرياضية، لكن في حالات كالتي جرت بين الأطراف النجرانية/الوحداوية هل تعتقدون بأن شطب المتسبب وحده سيكون كافيا لردع الخطأ وردم الخلل؟!! أم أن الحكم القضائي (الشرعي) سيكون الأقرب بتلك الحالة ليكون بذلك رادعا للبقية على المتسبب، يا إلهي تخيلوا (التشهير) وحده! فإعلامنا الرياضي تحدث بشكل يفوق التخيل عن تلك القضية بشكل يفوق ما تصوره الصحف العالمية الصفراء عن فضائح مجتمعاتها البعيدة عن أية مرجعية دينية أو دنيوية؟!! ومع كثرة التحليل يظل غياب وجه الحقيقة للآن كحكم نهائي بالقضية التي تكثر فيها التأويلات والتفسيرات، غير أن المهم بين ذلك كله هو الضمير المستيقظ الذي دعا الطرف المستقبل فضح المسألة وتسجيلها وهو شيء يشكر عليه حارس نجران، تخيلوا لو سارت هذه القضية في عمق الظلام للنهاية ألا تعتقدون بأن أطرافا ستظلم وتذهب حقوقها هباء؟!!

هنا لا نؤكد على أنها الجريمة الوحيدة التي حدثت أو تحدث، فربما هناك نماذج لم تظهر بعد، وظهور الأخيرة على الملأ وإفشاء سرها إيجابيا بحيث يجد ذلك الفيروس الخطير، الذي يهدد رياضتنا بمقتل، طريقه للتقويم والعلاج!!

القضية برمتها وضعت بمرمى الاتحاد السعودي لكرة القدم بعد أن رفض الاتحاد الدولي «فيفا» البت فيها كونها قضية محلية بحتة! وباتت المطالبة مستقبلا بوجود محكمة رياضية متخصصة بالقضايا الشرعية مطلبا، ويظل الاجتهاد حاضرا وليس كافيا عموما، والمضحك المبكي أن الطرف الأساسي بالقضية يحيلها لنكتة ومزاح بينه وبين زميله المستقبل ويغلف ذلك بستار الضحك واستهتار المزاح! يا الله هل أصبحت ضمائر البعض عرضة للبيع والشراء ومزايدة (شريطية) حراج بن قاسم وغيره؟! في زمن العجائب وش باقي ما ظهر!! خاصة مع انزلاق المستوى وتقهقر النتائج والحصيلة العامة خارجيا! فقط.. قارنوا بما يجري الآن من منعرجات ومنحدرات لكرتنا وما كان في زمن مضى من مستوى فني رفيع + أخلاقيات عالية = حصيلة دولية مشرفة!!