خلال فترة قصيرة جدا.. تم تكريم 4 من لاعبي كرة القدم السعودية ممن اعتزلوا قبل عدة سنوات، ومن بين الأربعة كرم نجمان كبيران لعبا دوليا وتألقا في صفوف دفاع المنتخب. النجمان هما عملاق الدفاع الاتحادي أحمد جميل، والظهير الاتفاقي البارع عبد الله صالح الدوسري الذي كنا على موعد مع تكريمه أول من أمس الخميس.
لا أريد أن أتحدث عن التكريم الذي يأتي بعد اعتزال اللاعب بعشر سنوات، ولا عن التكريم ذاته وما إذا كان مرفوضا في عصر الاحتراف، لأنني سبق أن تناولت كتابة هذا الموضوع، وما يهمني هنا بمناسبة اعتزال - عفوا تكريم - الظهير الأيمن الممتاز عبد الله صالح هو مركز الظهير تحديدا.
فإذا كانت الملاعب السعودية قد عانت كثيرا في ما يتعلق بمركز أو دور المحور الهجومي وصناعة اللعب، وعانت في ما يتعلق برأس الحربة الهداف، وكذلك في وسط الدفاع، فإن أكبر خلل في صفوف المنتخب السعودي في الفترة الأخيرة يتمثل في «الظهيرين»!.. وحين يعاني المنتخب فإن السبب هو الأندية بلا شك.
عبد الله صالح كان آخر من تألق وبرع وأدى دور الظهير العصري بامتياز، وهو في رأيي أحد أفضل 5 لعبوا في هذا المركز.
شخصيا أرى أن أحمد الدوخي يأتي في المقدمة، ولو سئلت عن أفضل ظهير أيمن في تاريخ كرة القدم السعودية لاخترت الدوخي.. ثم بلخير سويلك وعبد الله صالح وناصر الجوهر وناصر المنصور، ولا أنسى الظهير الهلالي عبد الرحمن التخيفي، وكذلك الظهير الاتحادي سعد بريك، والظهير الشبابي عواد العنزي.
هذه هي أفضل الأسماء في مركز الظهير الأيمن. ولذلك حين أشاهد الدوخي هذه الأيام.. أقول: حرام.. يا خسارة.. ليتك غادرت الملاعب قبل أن يصل بك الحال إلى هذا المستوى. الحقيقة أنني لم أشاهد مثل الـ«لاند كروز» الدوخي.
وفي الظهير الأيسر هناك علي عسيري، الذي لعب للاتحاد والأهلي، ومحمد عبد الجواد وصالح الصقري وحسين عبد الغني، والأخير ضاع ما بين الظهير والوسط، وفقد الكثير من حيويته وبريقه، وكان في يوم من الأيام الظهير الأيسر الأول مثله مثل أحمد الدوخي.
في مركزي «الظهيرين» حاليا نعاني من ندرة.. وغياب للأسماء المؤثرة.. بدليل أننا بالكاد نتفق على اسمين ثابتين.
عبد الله الزوري لا يزال الأفضل، لكنه لا يقارن بالتأكيد مع الأسماء التي ذكرتها.. وكذلك في الظهير الأيمن حيث لا يوجد إلا عبد الله شهيل الذي يتنقل بين المركزين.. وكذلك الطريدي والرهيب وحسن معاذ.. وهؤلاء أقل كفاءة من الأسماء المذكورة.
عبد الله صالح الدوسري استحق التكريم لأنه جمع بين قوة الأداء وحسن التعامل.
** في عصر الاحتراف.. علينا أن نقتدي بالنموذج العالمي في تكريم النجوم.