جائزة الأمير فيصل .. أين الخلل؟

محمود تراوري

TT

حمل الأسبوع الماضي أخبارا بها كمية من الإثارة ما تجعل المرء أحوج إلى الفرار من هذا العالم/ الصخب. فمن وضع اللمسة القاتلة لإنهاء أسطورة بن لادن، وما دار حول العملية من لغط وضجة حد الاشمئزاز، إلى استمرار الوجع الجماهيري فيما انفتح من جراح في ليبيا اليمن وسوريا، إلى اللحظة المباغتة بإنهاء الفلسطينيين حالة الانقسام العبثية، إلى أخبار سارة، حملها اقتراح الأمير نواف بن فيصل دعوة الشباب لحضور المؤتمرات، وإنها والله لدعوة ممتازة، فالشبان يتشكلون الآن بجمال فائق بما يتناغم مع طبيعة زمنهم وإيقاع عصرهم، وينمون كبدايات جيل جديد في عالم مغاير، يغدو نحو تشييد لحن القرن الواحد والعشرين، فحري بنا أن نسمع صوت الشباب كي نتواصل مع أنينهم وأشواقهم، فلربما أوجدنا لنا قدما في حديقة القرن، بعد أن ظللنا خارج الحديقة طيلة ما مضى من قرون أخيرة.

المسرة الأخرى تمثلت في خبر الاحتفال بتوزيع جائزة الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز (رحمه الله) الدولية لبحوث تطوير الرياضة العربية في دورتها السابعة بمراكش، التي كانت - مفارقة - تئن لحظتها من تفجير مقهى أركانة السياحي، وغارقة في أحزان ضحايا العنف والتوحش الإنساني!

كان اللافت خلال الاحتفال، إشارة الأمير نواف إلى أن تأسيس الجائزة كان عام 1983م، أي منذ أكثر من ربع قرن. ما يجعلك تهم بشد عنقك قبل أن تتساءل وأنت غارق في نفحة خجل، عن التباين الشاسع بين مخرجات بحوث على مدى ربع قرن، وبين ما هو واقع، خاصة إذا تأملت في عنوان البحث الفائز بجائزة «القضية العلمية»، «المعوقات التي تحول دون وصول الرياضة العربية إلى العالمية وسبل تطويرها» الذي قدمه فريق عمل من جامعة الملك سعود ضم 5 أكاديميين من مصر، وأكاديميا واحدا من كل من السعودية وتونس والأردن.

وإذا ما اتفقنا حول أن الرياضة العربية لم تتقدم على مدى السنوات الثلاثين الماضية، أمكننا أن نزيح نفحة أي خجل لنتساءل: ما قيمة كل تلك البحوث التي تقدمت للجائزة بالمقارنة مع فضاءات مفتوحة يمكن أن نغذيها كموسيقى يحترف عازفها ترتيب نغمات القانون، إلى ما لا نهاية بكل ما هو خيبات، كل ما هو محبط ومدهش، ومثير للحنق؟ ويبقى السؤال الأهم: ما الذي يدفع الباحث لكتابة بحثه؟ وإلى أين تنتهي هذه البحوث بعد تسليم الجائزة وانفضاض السامر؟

لم لا يحرص الباحثون على تجريب تنظيراتهم وفرضياتهم، في أرض الواقع؟

هل هناك ما يعوق حضورهم، وخروجهم من مراكز البحث إلى الشارع والملعب والنادي والأزقة.. إلى الناس؟

حتى يكون لبحوثهم معنى. ونقترب من معرفة «أين الخلل بالضبط؟».