ثمن الشهرة والتألق؟؟

مصطفى الآغا

TT

في حديثه الجريء لـ«صدى الملاعب» قال قائد النصر حسين عبد الغني إنه مستهدف إعلاميا واستغرب هذا الاستهداف الذي لم يعرف له سببا، وقبله انتقد ياسر القحطاني الإعلام بعبارات لاذعة وحتى قاسية، وحتى مالك معاذ الذي لم نعتد منه التصريحات القوية دخل في فترة سابقة هذا السجال مع الإعلاميين، فيما أخذت قضية المخالفة المرورية لماجد المرشدي مساحة واسعة من حديث وسائل الإعلام، وهو ما استهجنه البعض ورأوا فيه تضخيما للأحداث وتركيزا على أمور صغيرة.

وأنا أستغرب استغراب هؤلاء النجوم لتسليط الأضواء الإعلامية عليهم وتمحيص هفواتهم أو تصرفاتهم، أو حتى انتقادهم، لأنهم بالأساس شخصيات عامة لها آلاف المشجعين والمريدين، ومنهم من يكون مثلا أعلى للشبان «العاشقين لهم ولأنديتهم ولشهرتهم»، التي قد تكون حافزا لهؤلاء الشبان كي يكونوا مثلهم في يوم من الأيام، وأتذكر أن ميسي مثلا كان يحلم بلقاء مارادونا، وكان لكل نجم مشهور حاليا من رونالدو إلى بيكام إلى دروغبا إلى آنييستا وتشافي وكاسياس وبنزيمة مثل أعلى يضع صوره على جدران غرفته ويتتبع أخباره، مهما كانت صغيرة أو كبيرة، وهنا تأتي مهمة الصحافة، التي تنقسم عادة لنمطين رئيسيين؛ هما الصحافة المسؤولة والمتخصصة التي تنتقد بغرض الإصلاح والتصحيح من دون أي أجندات أخرى، والنمط الآخر الذي يعيش على تصيد أخطاء هؤلاء النجوم وتكبير الحبّة لتصبح قبّة، مستغلين شهرتهم ومحبة الملايين لهم، لبيع المزيد من الأعداد أو جذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين لبرامجهم.

وأعتقد أن أي نجم رياضي يعي هذه المسألة، ما دام أنه صار شخصية عامة، وبالتالي صارت تصرفاته ملكا للجميع وليست حكرا عليه.. فمثلا التدخين مسألة شخصية «وإن كان آفة خطيرة تضر الجميع»، ولكنها ليست كذلك بالنسبة لنجم رياضي ما زال يلعب ويشارك في المباريات، وهنا لا يحق لهذا النجم أو ذاك أن ينتقد الإعلام، لأنه تحدث في أمر «يراه هو شخصيا»، وفي نفس الوقت هناك أمور فعلا هي شخصية، مثل حادثة رادوي وحسين عبد الغني، ومن حق حسين أن يسلم على رادوي أو لا يسلم عليه، وفي نفس الوقت ليس من حق حسين أن يلوم الإعلام، لأنه تحدث عن هذه الحادثة أو تساءل عن موضوع السلام على رادوي، لأن القضية ليست حكرا على الاثنين، وفي نفس الوقت يجب أن يكون هناك حدود لما هو عام وما هو خاص، لأن الشتم والقذف والاتهامات التي لا تستند إلى دليل ليست من النقد في شيء، وهنا أنا مع إحالة من يتهم الآخرين من دون دليل إلى القضاء المختص، رغم أنني مع حرية الصحافة وضد تكميم الأفواه، ولكن الحرية تفترض أول ما تفترض احترام حريات الآخرين.