أسبوع الحسابات!

منيف الحربي

TT

باستثناء الاتحاد، تدخل الأندية السعودية المشاركة آسيويا المنعطف الأخير وسط حسابات معقدة، حتى خياراتها تبدو متعددة.. ولأن المثل يقول «من مأمنه يؤتى الحذر»، فإن الخشية تكمن في اطمئنان أنديتنا للعبة الاحتمالات مما قد يؤدي إلى خروجها المبكر.

نظريا يأتي الهلال كأقرب الثلاثة نحو التأهل، خاصة وقد بقي بعيدا عن احتمالات المغادرة طوال الأسابيع الماضية، ويعزز حظوظ الأزرق كون اللقاء المهم أمام الغرافة يأتي بين جماهيره، وفي مرحلة انتعاش معنوي مدجج بالذهب المحلي.. أما الشباب (الغريب دائما) فمسيرته القريبة تجعل أبواب التوقعات مفتوحة في كل اتجاه، لأنه جاء في مجموعة اتفق المتابعون على أنها الأسهل بين المجموعات، لكنه استمر في المراوحة بين التقدم خطوة والتراجع خطوتين!

الأغرب بين ثلاثي الاحتمالات الحسابية هو النصر، فالفريق الذي أجمع النقاد على تطوره وامتلاكه مواهب شابة ممتازة، كان حتى أسبوعين مرشحا للوصافة لولا أنه تراجع بصورة مفاجئة ليحل طواعية في المرتبة الخامسة نتيجة أخطاء واضحة، وجاءت مسيرته القارية مشابهة لخط سيره المحلي، حيث ظهر في مباراة السد بالرياض مفككا منهكا رغم إدراك لاعبيه لأهمية اللقاء في حسم أمر التأهل.

يأتي عامل مهم ربما يكون له دور في التأثير على النتائج، فالشباب والنصر سوف يلعبان في إيران، وهنا تكمن مهمة الجهاز الإداري في تهيئة اللاعبين.. وإقناعهم بقدرتهم على تحويل الضغوط السلبية إلى عكسية، بحيث يكون الضغط على الفريق الخصم الذي سيسعى لاستخدام كل الأسلحة النفسية من أجل زعزعة ثقة اللاعبين وتشتيت أذهانهم داخل الملعب، والنصر خصيصا رأينا في تجارب سابقة (مثل حادثة زعبيل) عدم قدرته على التعامل بهدوء مع الأحداث الساخنة وانسياق عناصره وراء أي استفزاز أو أخطاء تحكيمية، وهذا ما يجب أن يتنبه إليه مسؤولوه جيدا.

اللقاءات في المجمل تهم الكرة السعودية التي ما زالت تبحث عن صورتها القارية الضائعة، لهذا يتمنى الجميع أن يتأهل ممثلونا الأربعة كي يكون حضورنا الكروي بالشكل الذي نتمنى، خاصة والمنافسة في (غرب) آسيا انحصرت معظم المواسم بين الأندية السعودية والإيرانية.

الحسابات على الورق ليست سيئة.. لكن حسابات الميدان تختلف كثيرا.