أليغري يفتح حقبة جديدة في تاريخ الميلان

أندريا مونتي

TT

أذهب مباشرة إلى الإنجاز العظيم.. إن التعادل الطيب ومن دون أهداف على ملعب فريق روما الذي سلم فريق ميلان أليغري اللقب الـ18 في تاريخه يشبه أغنية فاسكو روسي القديمة، إنه مرآة رجل عنيد وموسم شجاع. في كرة قدم مليئة بالسياسة والفرص والانتقادات، هاهو فوز مستحق عن جدارة يحسم جدلا كثيرا ويعد بفتح حقبة جديدة للميلان - إن ساعد الحظ وبرلسكوني - إنه نصر يثير الفرحة، لكنه كبير جدا جدا، والذي يعيد إلى أذهان أنصار الميلان حديثا انقطع عام 2007، مع الفوز بآخر بطولة دوري أبطال أوروبا.

شكرا ميلان.. فقد هيمنت على بطولة الدوري هذه التي غابت عنك منذ 7 سنوات بهدوء ولياقة، من دون ذبحها، من دون أن تنزع من الصحافيين والخصوم طعم المنافسة. لكن الحقيقة هي أن فريق الميلان احتل صدارة الدوري في الجولة الـ11، ومن ذلك الحين احتفظ بها، بل وبالكرة أيضا بين أقدام نجومه بقوة، بل إنه في أحلك اللحظات (الخسارة أمام باليرمو والتعادل على ملعبه مع باري) لم يُعطَ اللاعبون الشعور بالتراخي والاستسلام، والاختفاء أمام صحوة الإنتر والحيوية الجنوب أميركية لفريق نابولي. الفوز بثلاثية نظيفة في لقاء الديربي وفي غياب إبراهيموفيتش أمام الإنتر في أفضل حالاته أنهى المنافسة ورسخ القيم داخل الملعب.

إذا نظرنا لحملة سوق الانتقالات، فقد كنت توقعت لغالياني الفوز بالدوري، وقدوم إبراهيموفيتش، الذي حقق بطولة الدوري في المواسم الثمانية الأخيرة مع أي فريق لعب له أو قبل قميصه، كان يبدو لي العامل الحاسم. في واقع الأمر، فاز الميلان باللقب بعدما سلك طرقا مختلفة وأكثر خيالية مما نتصور؛ فالجميع فازوا بالتناوب بهذه البطولة في ظل غياب بيرلو والإصابات الكثيرة. روبينهو، العائد من مواسم باهتة، هو قائد منتخب البرازيل. بينما يعتبر بواتينغ قوة طبيعية، وباتو الممتع والمعشوق. الحرس القديم وسيدورف الذي لا يتوقف. اللاعبون الشباب الذين ظهروا في بعض المباريات بالدور وفان بوميل الناضج، الذي بالنسبة للصحافة لم يكن انتهى ولا يساوي شيئا وإنما قائد لمنتخب هولندا وفريق البايرن، وفاز بـ8 من 12 بطولة دوري خاضها.

لكن المفاجأة الحقيقية هي أن اللقب، بوجود الكثير من النجوم في الهجوم، حمله إلى مقر الميلان خط الدفاع بصفة خاصة، الملتف حول نيستا والظاهرة العالمية الحقيقية تياغو سيلفا. الأرقام تتحدث: في 35 مباراة، دخل مرمى الميلان 23 هدفا فقط، 6 منها فقط في الدور الثاني، وفاز في 8 مباريات بنتيجة 1/0، وهي نقاط من ذهب. كل شيء يقول إنه، في هذا العزف الجماعي المتناغم، المستحق الحقيقي للقب هو الأوركسترا، ففي أول موسم له مدربا للميلان، نجح أليغري في تحقيق ضربة لم يقم بها من قبله سوى ساكي، زاكيروني وكابيللو، وهو يشبه الثالث كثيرا جدا؛ حيث الكلام القليل والقراءة المتميزة للمباراة، خاصة الأعصاب الصلبة. بدأ مسيرته مع الميلان بمؤتمر صحافي لم يسمح له رئيس النادي بالتفوه بكلمة واحدة، ونصحه أن يحلق شعره ويدفع بكل رؤوس الحربة المتاحين لديه. وهو تحلى بالصبر وجرب، في ظل دعم غالياني والإدارة، انطلق بطريقة 4 - 3 - 3، ثم انتقل إلى طريقة 4 - 3 - 1 - 2، ثم شجرة عيد الميلاد 4 - 3 - 2 - 1، و3 لاعبي وسط، بعدها ابتدع بواتينغ كصانع ألعاب وسيدورف كرأس مثلث مقلوب. على فترات رأينا طريقة 4 - 4 - 2 الصارمة. يمتلك أليغري معرفة العالم، عدم اليأس، والتركيز الذي يتابع به النتيجة، وفيما يتعلق بخبرة اللعب فقد فاز بالفعل مرتين بجائزة أفضل مدرب، وحتى إن لم يكن ممكنا بعدُ التحدث عن طريقة خاصة به. لكن هذا تحديدا، بخلاف لقب الدوري، هو النبأ الطيب بالنسبة لأنصار الميلان، ببعض الصفقات والقليل من العمل، بإمكان هذا الفريق إثبات ذاته في أوروبا أيضا، والذهاب بعيدا جدا.