ثلاثة.. على الطريق!!

هيا الغامدي

TT

في منعطف آسيوي جديد تدخل أنديتنا الأربعة المشاركة بدوري أبطال آسيا مرحلة جديدة اليوم وغدا، فباستثناء الاتحاد الذي ضمن التأهل لدور الـ16، فإن ممثلينا الثلاثة، الهلال والنصر والشباب، سيكونون بحاجة لضمان التأهل للدور التالي. الهلال سيواجه الغرافة القطري بالعاصمة السعودية الرياض، وبالتالي المباراة نظريا وجدليا، وربما منطقيا، في حوزة فلسفة مشروع الهلال المقبل بالمضي بحصد البطولات، إلا أن «التجربة» أثبتت أن أمثال تلك التطمينات المسبقة والحالات التي يلعب بها الفريق بفرصتي التعادل والفوز تفضي لخسارة غير متوقعة، وقد لا يكون لها حساب أو موقع من الانتباه!! وسبق وأن مرت فرق كبيرة بمثل تلك النكسات المتوقعة بعالم تحكمه كرة هوائية منفوخة، أجار الله فرقنا من مزاجيتها المحتملة، لا قدر الله.

الاتحاد سيلعب على أرضه وبين جمهوره ويستضيف بودنيكور الأوزبكي، فعلى الرغم من وضعية الاطمئنان عليه كمتأهل أول عن الفرق السعودية الأربعة، فإن ما يجب أن يضعه ضمن حساباته هو احترام الخصم وإعطاؤه حقه من الاهتمام، فالنقطة البيضاء تفيد في الليالي السوداء (بيض الله وجوهكم)!!

وأخشى ما نخشاه على فرق، كالهلال والاتحاد، الانسياق التام أحيانا بمرمى الأفضلية فتجد الفريق يلعب على أرضه وبين جماهيره ومطمئنا على الوضع، «وفجأة» تصبح كل عوامل التفوق والإجادة الفنية والأفضلية في.. «خبر كاااااان»! لماذا؟!! لا أدري، غير أن ما أعلمه هو أن الأرض لا تهدي نقاطا ولا تبعث على أفضلية، بل يمكن أن تكون عامل ضغط إن لم تبحث أنت كفريق عما يميزك ويدفع تلك الأرض لمسارعة خطواتك إلى المرمى وتلك الجماهير الغفيرة لزيادة حماسك وتفاعلك مع اللعبة، وبالتالي نستطيع القول بأن تلك العوامل جوانب إيجابية في شحذ همم اللاعبين وبث الحماس بصفوفهم والحصول على المبتغى (الثلاث نقاط)، عدا ذلك فلا أعتقد بأن تحدث معجزات!!

ولأنه لا الوقت ولا الظروف يسمحان بمزيد من المغامرات الخضراء آسيويا؛ فيجب أن تتنبه فرقنا الأربعة لهذه المهمة القارية التي هي بالأساس واجب وطني تجاه الكرة السعودية بغية رفعتها والوصول بها للمكانة اللائقة.. قلناها ألف مرة؛ تقدم المنتخب كوصول للاستحقاقات المختلفة وحصد النتائج الإيجابية المشرفة «منبعه» و«أساسه» و«انطلاقته» من قوة حضور الفرق السعودية على مختلف الأصعدة، وبالتالي «التصدير» للمنتخبات السعودية التي تحصد تلك الثمار وتجنيها بأريحية واطمئنان.

النصر والشباب سيواجهان الفرق الإيرانية في كلاكيت ثاني مرة بعد الاتحاد والهلال اللذين لعبا الأسبوع الماضي هناك، وبالتالي مرت الأمور بسلام، ولا أعتقد أنه من اللائق والعقلاني استمراء بث المخاوف السابقة، فالتجربتان الزرقاء والصفراء، التي مرت، تنبئان بأن الأمور في وضع الأريحية التي يجب التعاطي معها بشيء من التفاعل الذهني والنفسي والفني بالملعب، وككل المرات نؤكد الدور الإداري وقدرته على تهيئة الجو العام لهاتين المباراتين اللتين سوف تحددان المتأهلين عن المجموعات.

«الهلال.. النصر.. الشباب» ثلاثي على الطريق الآسيوي يتقدمه الاتحاد، فهل انتصرت تلك الفرق الممثلة لكرتنا لشعار الوطن الغالي وقدمت التأهل عربونا لعلاقة ود جديدة مع آسيا؟!