غاتوزو أخطأ.. ويجب عليه الرجوع عن هذه التصرفات

لويجي جارلاندو

TT

إننا نبحث عن تبريرات وأعذار للأخطاء بنفس الحماس الذي يقوم به البحارة بسد فتحة ظهرت في جسم سفينتهم. لقد حاول الكثيرون تبرير ما فعله غاتوزو بعد مباراة روما عندما قام بقيادة هتافات الجماهير المسيئة لليوناردو، مدرب الإنتر، بالحماس الذي انتاب اللاعب بعد حسم لقب الدوري رسميا والعصبية التي صاحبت هذه المباراة الحاسمة ورغبة اللاعب في الثأر بعد أن اعتقد الكثيرون أنه لن يلعب بعد الآن والعلاقة السيئة التي كانت تربطه بليوناردو الذي لم يكن يشركه في المباريات عندما كان مدربا للميلان. ولا شك أن تاريخ كرة القدم مليء بقصص الخلافات والعلاقات السيئة وتبادل الإهانات بين المدربين ولاعبيهم، لكن الاختلاف الوحيد في الوقت الحالي يتمثل في وجود عدد أكبر من الكاميرات داخل الملاعب.

إننا نبحث عن أعذار لغاتوزو؛ لأنه جعلنا نصبح أبطال العالم عام 2006 ولأنه دافع عن إيطاليا وموروثاتها عندما أهان الألمان البيتزا الإيطالية ولأنه يلعب بكل ما لديه من حماس وروح عالية مع فريق الميلان، ولأنه منذ سنوات يثبت على الرغم من موهبته العادية أن الروح والشخصية تكفيان للوصول إلى القمة. إن غاتوزو واحد منا.

وعلى الرغم من هذه الأعذار والمبررات كلها يبقى الخطأ الجسيم الذي قام به غاتوزو. وتعتبر الصور التي انتشرت له وهو يرتدي سرواله الداخلي ويقود هتافات الجماهير ضد ليوناردو تشويها لصورته وتاريخه الكبير، وهي ليست أول مرة يرتكب فيها غاتوزو مثل هذا الخطأ، بعد ضربة الرأس التي وجهها لغوردون، المدرب المساعد لفريق توتنهام، في لقاء الفريقين معا في دوري أبطال أوروبا. لماذا تفعل هذا يا غاتوزو؟ لقد تجاوزت المدى وخالفت تاريخك كله بهذه التصرفات.

إن تاريخ غاتوزو يتحدث عن لاعب جيد تربطه علاقة طيبة بالجميع ويتمتع بالنزاهة والصدق. وقد صرح غاتوزو، خلال أزمة فضيحة كرة القدم الإيطالية التي تورط فيها ناديه، قائلا: «يجب على من أخطأ أن يدفع ثمن خطئه». لقد قضى غاتوزو حياته في صراع دائم ليثبت أن قوته البدنية ليست هي مزيته الوحيدة وأن لديه ما هو أكثر من ذلك، وخاض الكثير من المواقف التي نمت عن شجاعته وجرأته. وهذا هو السبب في كثرة مشجعيه ومؤيديه. لكن ما فعله بعد مباراة روما أمر غير مقبول.

لقد تملق غاتوزو جماهير الميلان وترك العنان لنفسه وانفجر الغضب الشديد بداخله وكأنه كرة انطلقت ولم يستطع التحكم بها وأهان ليوناردو بشدة. وكلها أفعال لا تصدر من لاعب مثل غاتوزو. وصرح غاتوزو ذات يوم قائلا: «لقد ارتكبت الكثير من الحماقات، لكنني لم أكرر الخطأ نفسه مرتين. فقد علمني أبي ألا أفعل ذلك». لكن هذه الأشياء التي هتف بها غاتوزو وسط الجماهير عن ليوناردو، قالها من قبل للمدرب في وجهه. فهل يعتبر هذا من قبيل الصراحة والصدق والشجاعة؟ كلا، لقد كان غاتوزو يحتاج للمزيد من الشجاعة ليمكنه من ضبط النفس والتفكير في الأطفال الذين يمثل لهم أسطورة ومثالا يحتذى. وإذا كان هذا يحدث بسبب اندفاع وجهل فيجب عليه وهو في الـ33 أن يجيد التحكم في أعصابه ويتغلب على ثورة الجهل هذه. ويجب على غاتوزو أيضا أن يوضح سبب هذا الكره الشديد الذي يكنه لليوناردو، الذي ربما يكون مخطئا. لقد شعر اللاعب الشاب أباتي الواقف بجوار غاتوزو، الذي كانت الجماهير تناديه وتستثيره، بالخجل من نفسه بعد انطلاق أول الهتافات المسيئة لليوناردو. ولو أن غاتوزو الحقيقي شاهد هذه الصور لقام بتمزيقها، وفي هذه الحالة كنا سنصفق له مثلما فعلنا في برلين عام 2006.