الإنتر يقترب من تحقيق «ثلاثية» صغيرة

لوكا كالاماي

TT

هناك لقب آخر يقترب من الإنتر. فبعد الفوز بكأس العالم للأندية وكأس السوبر الإيطالية، تأهل الإنتر لنهائي كأس إيطاليا بعد تعادله مع روما في مباراة العودة. ولا شك أن هذه «الثلاثية» لو تحققت فلن تكون بقيمة ومجد ثلاثية العام الماضي نفسها مع مورينهو، لكنها ستسمح للإنتر بغلق ملف هذا الموسم المعقد بشكل جيد يمسح من صورة الفريق بعض إخفاقاته الكبيرة وعلى رأسها الهزيمة في الديربي الأخير أمام الميلان والخروج المذل أمام شالكه الألماني في دوري أبطال أوروبا. ورفع إيتو بالهدف الذي سجله في مرمى روما رصيده إلى 34 هدفا مع الإنتر هذا الموسم ليعادل الرقم القياسي المسجل باسم البرازيلي رونالدو. وساهم هذا الفوز أيضا في رفع الروح المعنوية للمدرب ليوناردو الذي حظي بمساندة وتضامن جماهير الإنتر بعد الإساءة التي وجهها له غاتوزو لاعب الميلان. وحظي ليوناردو أيضا بتشجيع من موراتي رئيس النادي الذي أكد بقاءه مع الفريق في الموسم المقبل.

لقد أثبت ليوناردو في هاتين المباراتين الصعبتين أمام روما في نصف النهائي أنه استفاد بصورة كبيرة من بعض الأخطاء التي ارتكبها في الماضي. فقد تخلى ليوناردو تماما عن طريقة «إبداع - 2 - 4» التي كان يلعب بها في الماضي كما تراجع أيضا عن بعض اختياراته الخططية المتهورة. وأظهر ليوناردو واقعية شديدة عندما أعاد اكتشاف إيتو وقام بتوظيفه بصورة مشابهة لما كان يفعله مورينهو الموسم الماضي. فلعب المهاجم الكاميروني بعض الوقت في مركز الجناح وفي مركز المدافع فضلا عن إحرازه هدف فريقه الوحيد والثمين. ويجب على ليوناردو في الوقت الحالي أن يقنع بما هو متاح لديه من إمكانات ويحاول توظيفها بأفضل طريقة ممكنة، لأن الإنتر يعاني من الإرهاق الشديد في نهاية الموسم ومن انخفاض مستوى أو إصابة بعض من نجومه الأساسيين. ويجب على الفريق في المستقبل أن يستعيد هويته الخططية المميزة ويجهز مشروعا خططيا وفنيا جديدا يمكنه من العودة لتحقيق نتائج جيدة بعروض قوية وممتعة.

ولا شك أن مباراة الإنتر وباليرمو في نهائي الكأس ستكون ممتعة. ففريق ديليو روسي (الذي تأهل بالفعل للعب في الدوري الأوروبي الموسم المقبل) يتميز بالمهارة والحيوية. ولديه لاعب فذ هو باستوري. ومن المؤكد أن سوق الانتقالات الصيفية ستشهد خلال أسابيع قليلة سباقا محموما على المهاجم الأرجنتيني البارع من شأنه أن يرفع ثمنه بمقدار بضعة ملايين. فباستوري يحظى بإعجاب واهتمام برشلونة واليوفي وأيضا الميلان الذي قد يفضله عن البرازيلي غانسو الذي عاني من مشكلات بدنية متعددة. وهل يرغب البعض في الرهان على أن الإنتر سيدخل هو الآخر قريبا ضمن الأندية الساعية لشراء مهاجم نادي باليرمو؟

لقد أصبحت المنافسة بين الميلان والإنتر على أي لاعب جيد يظهر على الساحة أمرا معتادا. وبالمناسبة، يحوز باستوري أيضا إعجاب نادي روما الذي أوشك على إنهاء حقبة مهمة في تاريخه. ولم تتبقَ على نهاية الدوري سوى جولتين وما زال فريق روما يبحث بقوة عن الوصول لمنطقة التأهل لدوري أبطال أوروبا، وبعد نهاية الموسم سيدخل مالكو النادي الجدد وإدارته الأميركية الجديدة إلى الساحة. فهل سيبقى مونتيلا مدربا للفريق في الموسم المقبل؟ وهل سيبقى دي روسي الذي ارتكب كثيرا من الأخطاء في الفترة الأخيرة؟ وهل سيبقى فوتشينيتش وبوريللو الذي سجل هدفا جميلا في المباراة أمام الإنتر؟ من المؤكد أن ميكسيس لن يبقى مع روما الموسم المقبل الذي توصل بالفعل لاتفاق مع الميلان ومن الصعب أيضا أن يبقى مينيز الذي ظهر بمستوى مخيب للآمال في مباراة سان سيرو. ولعل بقاء توتي الموسم المقبل هو إحدى الحقائق القليلة المؤكدة في فريق روما خلال حقبته الجديدة.