الحب والرياضة ورؤية الشيخ!

مساعد العصيمي

TT

في عالمنا الحالي.. هذا الذي يغوص في كثير من الترهات والتقلبات.. وما يموج به من توجهات فكرية وآيديولوجية متناقضة تكاد تعصف به إلى أبعاد مؤذية، من تلك التي تريد أن تفرض عناوين التفكيك والتشرذم.. ترمي إلى الفرقة والبغضاء.. تطل الرياضة برأسها لكي تكون سبيلا جميلا لدحر كل ما هو مخز.. تأتي لتنبئ عن آفاق أجمل وتطلعات أفضل.

نطمئن إلى هذه الرياضة حينما يكون مسيروها من أصحاب القدرة والشأن على ضبطها وعدم ميلها نحو التجاذبات السحيقة من تلك الموقظة للنعرات المؤلبة للأخ على أخيه.. نطمئن إذا كان مسيروها من القادرين على السباحة بها إلى بر الأمان.

وكصحافي عربي، فإن ما يثير حفيظتي - ومعي زملاء كثر - هو تأثير الأفكار المستوردة على اللحمة المحلية بشكل عام والرياضية منها بشكل خاص..

فها هو بعض عالمنا العربي يشهد تغيرات فرضها القهر من تلك الأنظمة المستبدة، تلك التي داست شعوبها ببساطر العسكر.. وأحذية المستبدين.. ونحمد الله أننا في خليجنا العربي ممن نعم بالحب والسلام.. ولم نعرف أولئك العسكر أبدا ولن نعرفهم بإذن الله، مما جعلنا نعيش منعمين بخيرات أوطاننا، رافلين بالأمن والأمان والاستقرار.. وعليه ومنه، فإن تجسيد اللحمة والمحبة بات واجبا لا فعلا وقتيا.. فمن يعش في ضفاف الحب والسلام فليزد تماسكه.. وليقو أساسه.

وكم أسفت وأنا أطلع على بعض المناشط الرياضية التنافسية في بلدان عربية حينما باتت مكانا للتفريغ السلبي الذي لم يكتف بالعبارات، بل طال إلى اقتحام الملاعب وإثارة النعرات ضد الآخرين.. وهذا وربي مخالف لماهية الرياضة.. تلك التي تأتي كمتنفس إيجابي يزيل التوتر لا يحقنه.

هنا تذكرت حديثا جميلا مثمرا جمعني بالشيخ عبد الله بن حمد آل خليفة، الممثل الشخصي لملك البحرين، وهو الذي شدد من واقع خبرة في العمل الرياضي على أن «الزمن الذي يستغرقه التخطيط والتنفيذ لتنشئة أجيالنا الرياضية الواعدة والجديدة على القيم والأخلاقيات الصالحة - لن يكون زمنا ضائعا، بل هو زمن إيجابي مثمر مكتسب، والعمل فيه قريب النتاج والثمرة مهما بدا في أول الطريق بعيدا أو محالا، وحينما يبتعد الشباب عن المثل والقيم الحقيقية للرياضة فلا بأس من أن نعيد النظر ونبعدهم عن كل ما يسيء إلى فكرهم وتطلعهم».

انتهى حديث الشيخ وكأنه قد قرأ حقيقة ما جرى على الساحة الرياضية العربية من إسقاطات أضرت بأصحابها وبلدانهم «على الرغم من أن الحديث قد سبق ذلك بأشهر»، وعليه فلا بأس من إعادة النظر من حيث زرع كل ما هو جميل في العمل الرياضي.. كي لا يكون عنوانا للإفساد، وفق دعوة أن يكون هناك غسيل للقلوب ونبذ للمفرقات، على أن نجعل من الرياضة عملا للتقارب والتآخي بحيث يفتح كل منا قلبه ليطلع الجميع على هواجسه وما يضيق منه وبه.. نبني آمالا ومستقبلا جميلا.. لكي تعود قلوب الرياضيين نظيفة جميلة تنبض بالخير والحب للبلاد والعباد.

[email protected]