قصر الدكتور وأفكارنا العارية

منيف الحربي

TT

أنا أحد القراء المتابعين بشغف لحروف الدكتور فؤاد مصطفى عزب، الذي كان يكتب كل أربعاء في صحيفة «عكاظ»، قبل أن يعلن الأسبوع الماضي ابتعاده عن الكتابة نتيجة انشغاله، حيث يعمل أستاذا في إحدى الجامعات الأميركية.

حروف الدكتور فؤاد لم تكن من الأبجدية، فهو ينسجها أحيانا من خيوط الشمس ويغمسها في أواني الفجر المنعش، قبل أن يقدمها طازجة لمحبيه الكثر.. وهو أحيانا يقتطعها من قماشة أفق الغروب الداكن الألوان، ثم يكحلها بمساءات الألم الشفاف ليتغطى بها القارئ مستمتعا ببعض الوخز اللذيذ!

ومواضيع الدكتور كانت أكبر من أي إطار، فهو يحلق في فضاءات الإبداع، ولا يتورع عن قطف أي نجمة لامعة كي يضيفها لسلة الأربعاء التي يجتهد في تنويعها وتنسيقها.

القصة ليست هنا.. فالكاتب حينما رأى عباءة الوقت تضيق قرر خلع القلم احتراما لقيمة الكلمة ومتلقيها فها هو يقول: «الوقت للكاتب هو الساق والأرجل، ومن الصعب أن يرقص الإنسان دون سيقان».. ويضيف: «ليس من العدل أن أحتل قصرا منحني إياه العكاظيون وأتجول فيه بأثواب مرقعة!».

حينما تأملت قرار الدكتور فؤاد تألمت على حال 90 في المائة من كتاب الرياضة، فهم لا يملكون الوقت للكتابة ومع ذلك تقرأ لهم طرحا يوميا مسلوقا ونيئا، وهم بلا سيقان ومع ذلك لا يكفون عن التراقص في زواياهم وعلى كراسي البرامج التلفزيونية، ثم إنهم لا يتجولون (في صناديقهم) أمام القراء بثياب مرقعة بل بفكر عار.. ولله في خلقه شؤون!

هناك من يتهمني بالتشاؤم أو جلد الذات، لكن لولا إيماني بأهمية الرأي في الإعلام الرياضي وتأكدي من شحوب أطرافه وذبول قسماته لما كررت الطرق منبها لضرورة معالجته وإنقاذه.. فهل من منقذ؟

نعم للخصخصة

كنت قد كتبت الخميس الماضي عن رأي الأمير نواف بن محمد حول الخصخصة الذي جاء عبر لقاء صحافي، واستغربت أن يكون رأي رجل بخبرة ووعي ونجاحات الأمير نواف بهذا الشكل، وخاصة أن القضية تعتبر مفصلية في مستقبل كرة القدم السعودية.

قبل يومين سعدت بتوضيح هاتفي من الأمير نواف عرفت من خلاله أن اللبس كان لاجتزاء بعض الإجابات من سياقها، وأنه مع خصخصة لعبة كرة القدم تحديدا، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على ما بنته الدولة في الأندية.

أشكر الأمير على حرصه وأخلاقه، وأجد من الضروري إيضاح ذلك هنا، فالتخصيص مشروع يجب أن يحظى بدعم الجميع كي ينجز بصورته الصحيحة دون أخطاء.