أهمية أن تكون بطلا لإيطاليا للانطلاق أوروبيا

فرانكو أرتوري

TT

بدأ الاحتفال ببطولة الدوري مع ماريو ألبرتو يبيس دياس. ومع ضحكة استهزاء كثيرين لدى الإعلان عن ضم المدافع الكولومبي لفريق كييفو. كان ذلك في 25 مارس (آذار) 2010، وكان يبدو هذا تحديدا تحركا من أجل مواصلة مسيرة ميلان هونتيلار المتراجع. بينما كان ذلك هو فريق لقب الدوري الثامن عشر، في وجود كل من إبراهيموفيتش، وروبينهو، وبواتينغ، وكاسانو وفان بوميل.. إلخ. الويل لمن يجذب الشيطان من ذيله.

انفتحت ساحة الميلان أمام مقر النادي في شارع توراتي، بميلانو، والجميع كانوا موجودين، وفي الصف الأول أولئك الذين كانوا يحتجون في هذا المكان دائما ضد رحيل كاكا، فحينها كانوا غاضبين جدا عندما صار الآن صفقة القرن. الطرق نحو ميلاد جديد غالبا ما تكون غير مقبولة عقليا، وعلى برلسكوني، رئيس النادي، أن يعرف أكثر منا في هذا الشأن. الحافلة المكشوفة في شوارع ميلانو تحمل هذه المرة لقبا إيطاليا، ففي آخر مرة، عام 2007، كانت تحتفل بلقب دوري أبطال أوروبا ردا على الأصوات الدولية، التي طالب بها الإداريون دائما. في واقع الأمر، تحافظ الهيمنة الإيطالية على قيمة كبيرة، فلو صارت البطولة الأوروبية مصدر الإمتاع الرياضي لما لها من نسبة مشاهدة واحترام كبيرين، فإن البطولات المحلية ردت بنسبة حضور جماهيري متزايد وعشق كبير. استادات البوندزليغا، والبريمير ليغ والليغا الإسبانية ممتلئة عن آخرها، كما أن تفجر فرحة ميسي، وغوارديولا ورفاقهما على ملعب فريق ليفانتي، بعد حصد النقطة الحاسمة للفوز باللقب متفوقا على ريال مدريد، يقول بوضوح شديد ماذا يعني الفوز في سباق الجولات المحلي. أما الباقي فقد صاحت به جماهير الميلان المحتشدة وصاحبت أبطالها، إنها نصف مدينة في حالة سعادة غامرة.

أن يقال ذلك علانية أو لا، بالنسبة للميلان فإن درع الدوري الإيطالي صارت تحديا إن لم يكن أمرا مسيطرا عليه دائما. وليس فقط لأن منافسيه على المستوى المحلي منهم من حقق اللقب 5 مرات متتالية، خاصة أن الفريق تم تشكيله، من الناحية الفنية والنفسية والبدنية، ما يمنحه الأداء اللازم للمضي قدما في البطولة الأوروبية ونسيان قيمة تنافسية أخرى أساسية، وهي الاستمرارية.

لا، بطولة الدوري لم تكن أبدا «أصغر»، أيا كان الفائز بها، من كأس أوروبية، مهما كانت لامعة. وعلى الجبهة المحلية، فهي البطولة التي تتحدد فيها الهوية ويكتسب ولاء الجماهير وتتشكل الميزانيات وتبرز قيم التضحية والإمكانات الجماعية للفريق. البقاء في المقدمة، هناك، طوال الموسم تقريبا، يكلف الكثير من ناحية الطاقة، ذهنيا وبدنيا. وهو ما أكده إبراهيموفيتش، مهاجم الميلان، في حواره الصحافي الأخير، وقال: لم أشاهد مجهودا كهذا من قبل، وهذا تحديدا ما يرفع من قيمة الهدف. أهمية أن تكون بطلا يبدأ في إيطاليا.