الجنسية المزدوجة؟؟؟

مصطفى الآغا

TT

أولا أعترف أنني لا أعرف النجم العراقي الكبير فلاح حسن شخصيا ولم ألتقِ به نهائيا، اللهم سوى أيام كان لاعبا، وأعترف أنني ومن خلال عملي في قناة عربية وبرنامج يهتم بالكرة العربية، قد بت على اطلاع شبه كامل بالقضية الكروية العراقية، واستضفت في حلقات ساخنة جدا كل المتنافسين والمختلفين والمشاركين في هذه القضية، بدءا بوزير الرياضة العراقي المهندس جاسم محمد جعفر الذي يراه البعض طرفا ضد حسين سعيد رئيس الاتحاد، مرورا برئيس الاتحاد نفسه الذي كان ضيفا في عدة لقاءات تلفزيونية وشخصية، والمعارضون له زملاؤه السابقون شرار حيدر ورئيس اللجنة الأولمبية العراقية رعد حمودي والمترشح الحالي للرئاسة والبرلماني السابق أحمد راضي وصديق حسين سعيد السابق جمال علي وحتى الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ. وأستطيع القول إنني حتى تناقشت شخصيا حول موضوع انتخابات اتحاد الكرة وقضية رئيسه حسين سعيد الذي يقول إن هناك مذكرة لإلقاء القبض عليه في حال ذهابه لبغداد، تناقشت فيها شخصيا وخلال أكثر من جلسة خاصة مع وزير الداخلية العراقي السابق جواد البولاني، وأكد لي أنه يضمن عدم تعرض أي شخص لحسين سعيد، ومع هذا فما زالت القضية في مربعها الأول وما زال العراقيون مختلفون ومنقسمون حول أين تقام الانتخابات التي يصر البعض الكثير على أن تكون في بغداد العاصمة ويصر حسين سعيد على أقامتها في كردستان على اعتبار أنها جزء من العراق، وما بين إصرار هؤلاء ورفض هؤلاء تبقى الكرة العراقية أسيرة الخلافات ويبقى دوريها الأغرب في التاريخ بوجود 38 فريقا أي أكثر من إنجلترا وألمانيا وإسبانيا.

وهنا أتوقف عند جزئية وشرط تعجيزي «غريب» اخترعه اتحاد اللعبة وهيئته العامة، وهي عدم جواز الترشح لمن يحمل جنسية أخرى غير العراقية، وهو ما يغلق الباب أمام المرشح القوي فلاح حسن الذي اضطرته الظروف كما اضطرت مئات الآلاف من العراقيين إلى ترك وطنهم والعيش في المنافي، ومنهم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء اللذان عاشا في سوريا ولم ينالا جنسيتها طبعا، ولكن فلاح عاش في أميركا ونال جنسيتها، وهناك مسؤولون كبار في الحكومة العراقية يحملون جنسيات أخرى ولكن ذلك لم يكن عائقا أمام خدمة بلدهم، والأهم أن أي اتحاد كروي ينضوي تحت الفيفا ملزم أن يتعامل بقوانين الفيفا التي لم تتحدث عن هذه النقطة، ولكن الاتحاد العراقي يقول إنه صاحب القرار في هذه المسألة، ولا أحد سواه، وأنا أنصح من باب المحبة للكرة العراقية التي تراجعت كثيرا بعد تتويجها بطلة لآسيا أن يجلسوا على طاولة واحدة برعاية عربية، وتحديدا من الاتحاد العربي لكرة القدم أو مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، وأن يتركوا خلافاتهم الشخصية من أجل مصلحة الكرة العراقية التي في النهاية هي مصلحة المواطن العراقي.