مأزق الاتحاد الآسيوي

منيف الحربي

TT

في يوم واحد كان هناك خبران متناقضان بمطبوعتين محليتين عن نفس الموضوع، الخبر الأول أورد معلومات شبه مؤكدة حول عزم الاتحاد الآسيوي نقل المباراة المرتقبة بين النصر السعودي وذوب آهن الإيراني لأرض محايدة، فيما ذهب الخبر الثاني إلى تأكيد عدم نقل المباراة مستشهدا بخطاب للشركة الناقلة يتعلق بعدد الكاميرات في الملعب.

لا أتحدث عن تباين الأخبار فهذا طبيعي، لكني أستغرب سياسة التعامي والصمت التي يتبناها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم (تحديدا لجنة الانضباط التي باتت على المحك) خاصة وهو متهم بتدليل الاتحاد الإيراني والتغاضي عن تجاوزاته.. إن التزام السكوت حيال قضية بهذا الوضوح وتأخير البت فيها يعطي انطباعا سيئا حول عمل اتحاد طالما أثنى الجميع عليه، كما أن التبرير بانشغال بن همام في انتخابات «فيفا» غير منطقي لأن المركزية بهذا الشكل (إذا صحت) دليل فشل لا نجاح.

التجاوزات الإيرانية هذه المرة تعدت كل الأطر، وجاءت عن سبق إصرار وتعمد، حتى بدت وكأنها اختبار لإرادة الاتحاد القاري وهي تخلط السياسي بالمذهبي وترفع لافتات مسيئة ضد حكومات المنطقة، وإذا كان الصوت الإيراني مهما فإن الصوتين السعودي والبحريني (بل الأصوات الخليجية) لا ينبغي أن تكون أقل أهمية، أو أن يكون ضمانها سبيلا لإهدار الحقوق.

من جهة أخرى، آمل أن لا يتعشم النصراويون كثيرا، فالأمور تتجه إلى لعب الفريق في أصفهان أمام واحد من أعتى فرق القارة وبظروف حرجة وأوضاع ضاغطة، مع هذا فالأمر لا يخلو من إيجابية ستكون مفيدة لمستقبل الأصفر ناحية خوض منافسات شرسة ومواجهة تحديات صعبة.

نقطة أخيرة.. إذا كان هناك جهد من الاتحاد السعودي لكرة القدم فآمل أن يوضح للمتابعين وأن يكون مثمرا وأن لا يظلم بتغييبه تحت أي ذريعة.

2011 رياضيا

مع توالي الثورات العربية ثم تسونامي اليابان المدمر (ولاحقا قتل بن لادن) توقع البعض (من باب المزاح) أن تكون هناك أحداث رياضية محلية نادرة، لكن ذلك لم يحصل.

في الإمارات تحقق شيء مماثل (نسبيا) فنادي الجزيرة (المتطور) فاز الشهر الماضي بالكأس للمرة الأولى في تاريخه عقب تغلبه على الوحدة 4/صفر، وهذا الأسبوع نال بطولة الدوري أيضا لأول مرة في تاريخه إثر فوزه على الوصل 4/صفر، والوصل تعاقد مع الأسطورة العالمية مارادونا كمدرب للفريق في صفقة إعلامية مدوية ربما لا تقارن بمردودها الفني، لكنها ناجحة في كل الأحوال.

إنه زمن التحولات، لكن لمن يعمل فقط.