بعيدا عن التماسك الهلالي المتمثل في أعضاء الشرف والذي لوحظ في ليلة التتويج حين «تماسكت» أيدي الرؤساء.. الأمراء بندر بن محمد وعبد الرحمن بن مساعد؛ أود أن أتحدث في هذه السطور عن التماسك الحركي لفريق كرة القدم بنادي الهلال. ومع أن الفريق الهلالي يعد الأول على صعيد الكفاءة الفردية بدليل الحضور الدولي لنجومه، فإنني أرى أن التماسك الحركي أو الفني أيضا من أهم أسباب تفوق الأزرق على أرض الملعب علاوة على التماسك الاجتماعي لأفراد الفريق.
إن حجم الاتصالات الحركية التبادلية بين اللاعبين كما يقول الدكتور عامر سعيد الخيكاني في كتابه: «سيكولوجية كرة القدم» و«الموجهة إلى الوجهة الخططية للفريق أو الدرجة التي تظهر قوة العلاقة الحركية بين كل لاعب في الفريق وباقي اللاعبين من المفهوم العام للتماسك إنما هي بمثابة دلالات لقوة الرابطة الحركية بين أفراد الفريق مؤشرا لاستمرارية اللاعبين في الفريق وهي بدورها تعبر عن التماسك الحركي للفريق». والحقيقة أن أي فريق لا يستطيع أن يحقق نتائج جيدة إلا من خلال عمل جماعي منظم حيث إن العمل التكتيكي المنظم هو مثال ممتاز على العمل الجماعي الذي يعبر عن التماسك.
وتشير الدراسات إلى أن الفرق التي تحتفظ بتماسكها في الأوقات الحرجة من المباراة أقل عرضة للتفكك.
ورغم أن ظاهرة التماسك الحركي تظهر بوضوح في الفرق التي لا يوجد فيها لاعبون مميزون من النواحي البدنية والمهارية ولكنها تتميز بالتماسك الذي يجعلها تتفوق على فرق أفضل عناصريا فإن الفرق الممتازة أو صاحبة الوزن الثقيل تحافظ على قوتها ومكانتها وإنجازاتها حين تستطيع الجمع بين الكفاءة العناصرية والتماسك الحركي. ولعل أفضل نموذج عالمي «حاليا» هو فريق برشلونة الإسباني الذي يتفوق على كل فرق العالم بكفاءة معظم أفراده وخاصة في خط الوسط علاوة على التفوق من جانب التماسك الحركي. ويأتي الهلال في صدارة الفرق السعودية في الجمع بين المقدرة الفردية والتماسك الحركي بفضل قوة الإدارة والجهاز الإداري والجهاز التدريبي. والتماسك الحركي هو «محصلة لجميع القوى التي تجذب الفريق إلى توجيه الأداء الحركي إلى وجهة تكتيكية موحدة».
ويقول عامر الخيكاني إن كل العوامل المؤثرة في جاذبية التكتيك يمكن من خلالها التعرف على التماسك الحركي، ومن بين هذه العوامل أن تكون خطط الفريق مناسبة لتحقيق الأهداف وموظفة بالشكل الملائم وقادرة على استثمار قدرات اللاعبين ومجالا لإظهار قدراتهم ووضعهم في مكانة فنية عالية وتتميز بالوضوح والإتقان ومحققة للتآلف الحركي وأن «توفر أكبر قدر من النجاح وأقل قدر من الفشل».
واختم بالقول إن الهلال المميز بعناصره، أكثر من بقية الفرق، أضاف قوة جديدة بتماسكه الحركي.