يا نصراويون.. اشكروا الإدارة والمدرب!

منيف الحربي

TT

بين شوطي مباراة النصر والاتحاد، اتصل بي زميل وهو منتش، قائلا: لا أصدق أن الفريق الذي يتقدم على العميد في جدة هو الذي شاهدته تائها الأسبوع الماضي أمام الحزم في الرياض!.. قلت له: لا تستعجل، فالفريق الذي لا تصدق أنه ذات الفريق، لا يتغير من مباراة إلى أخرى بل من شوط إلى آخر. وحدث ما توقعته بالفعل، فتدخلات المدرب في الشوط الثاني كانت سلبية وروح بعض اللاعبين تلاشت تماما، والأسباب يطول شرحها، والنتيجة خماسية مرة!

الآن ترتفع أصوات كثيرة بانفعال كبير، تنادي بابتعاد الإدارة وطرد المدرب وتنسيق بعض العناصر، والواقع أنه «مع كل التقدير لتلك الآراء العاطفية»، فإن ما يحتاج إليه النصر بالفعل هو غير ذلك تماما.. كان الكثيرون ينادون بابتعاد إدارة الأمير فيصل بن عبد الرحمن (وقبلها إدارة الأمير ممدوح) مثلما يتنادون الآن بابتعاد الإدارة الحالية، وكان طلال الرشيد (في نظرهم) سبب كل المصائب ومصب كل الاتهامات، وحاليا يقوم سلمان القريني مقامه (رغم الفوارق ورغم جهد الرجلين).. والموسم الماضي فقط كان الأورغواني داسيلفا محل السخط ثم الإيطالي زينغا وأخيرا الكرواتي دراغان.. غير النصراويون إداراتهم ولاعبيهم ومدربيهم، تعددت الأسماء والجنسيات ووصل الضخ المادي إلى أرقام قياسية لكن بقي شيء واحد لم يتغير.. هو الفكر النصراوي، المشتعل دائما، المنفعل كل الوقت!

يحتاج النصراويون إلى ثقافة التقدير، تقدير بعضهم والآخرين مهما كان التباين، ويحتاج النصراويون إلى ثقافة الشكر، أيا كانت النتائج، فالمجتهد المخطئ له أجر، أما نظرية الطرد والإساءات الشاطحة، فهي تهدم ولا تبني، تبعد ولا تقرب، تنفر ولا تجذب!

أعرف أن هناك كفاءات نصراوية رائعة سواء من أعضاء شرف أو رياضيين سابقين، لكن التعامل الحالي وسيادة الإقصاء تجعلهم لا يفكرون في الاقتراب من هذه الأجواء الحارقة، وأعرف أن رد الفعل القاسي موجود في كل الأندية والمرجات لكنه ليس بهذه الحدة ولا يسبح في بحر من التجاذبات العكسية الملتهبة!

أيضا.. أدرك أن سلبية الشخصيات النصراوية الكبيرة وترددها وإحجامها الغريب إضافة إلى ضعف الرئيس إداريا.. كل هذه عوامل فاقمت الأوضاع وزادت من سنوات الضياع، لكن تشخيص المشكلات وحلها يتطلب لغة راقية ومحترمة تؤسس لثقافة التقدير والشكر مهما وصل الخلاف.

لست مدافعا عن أحد، ولا مهاجما، أنا أنتقد عملا ومنهجا دون تحامل على أشخاص، وحينما يتم تصحيح الفكر في الإدارة التي تقود النادي وعلى مستوى أعضاء الشرف، فسينتقل هذا الفكر تلقائيا إلى المدرج الذي تشرب الثقة وعرف أن هناك من يحترمه ولا يستخف بآماله.

حينما أقول اشكروا الإدارة والمدرب، فأنا لا أتجاهل أخطاءهم، ولا أدعو لبقائهم، لكني أدعو لتأسيس فكر نصراوي طالما نادى به الكثيرون دون جدوى.. وما لم يتغير هذا الفكر الهجومي الإقصائي وتختف اللغة المبتذلة، فسيظل العالمي يدور في حلقة مفرغة، يجتر مشكلاته على مدى عشرين عاما بنفس الإخفاق ونفس الانفعالات!