دي لاورنتيس وماتزاري.. والنسخة المنقحة من فيلم «أصدقائي»

لويجي غارلاندو

TT

في المساء، بعدها، أخبرونا أن أوريليو دي لاورنتيس وماتزاري قد توصلا إلى اتفاق في أحد المكاتب بمقر شركة «فيلماورو» للإنتاج السينمائي التي يملكها رئيس نادي نابولي، وفي النهاية فهمنا جميعا: كل شيء؛ كان مجرد فيلم. وإلا، بكل تأكيد، ما كان ليسير اليوم بهذه الطريقة والذي تم فيه، من دون بيان رسمي، إقالة المدير الفني أولا، ثم فصله لأسباب منطقية، وأخيرا إعادة تعيينه مرة أخرى. إنه فيلم ساخر، يسمى «أعدائي».

إذن، هناك ماتزاري، المتحدر من إقليم توسكانا، وتحديدا من مقاطعة سان فينشنزو، أرض الساخرين الكبار. إنه أحد من يتظاهرون بالرضا بالتعادل ثم يسجل فيك هدف حسم المباراة في الوقت بدل الضائع، فهذه هي مزحته المفضلة، وحينما تراه يشمر أكمام القميص الثلجي فإنك تخاف قليلا. ماتزاري مدرب ماكر، يصيح فيمن يوجهون بنادقهم نحوه والذين يتآمرون على فريقه نابولي، وبعدها حينما ينتقدون فريقه بسبب هدايا تحكيمية بسيطة يقول إنه لا يتحدث عن الحكام. إنه ماكر، ويشير إلى أن جنوا وباليرمو كان لهما نفس طموح نابولي في بداية الموسم وأن الفرق التي تتقدم عليه - الميلان والإنتر - تمتلك عناصر أعلى، وبالتالي، إذا قمنا بالحساب النهائي، فسنجد أنه هو المنتصر.

بقوة التفكير أنه الأفضل، ينظر حوله ويبدو له فريق نابولي أنه متماسك بقوة بين يديه، وعليه فإنه يمزح قليلا قائلا: «سأرحل إلى يوفنتوس». يلتقي مسؤولي السيدة العجوز في الخفاء، إنه يروق لكثيرين بالقميص الأبيض، ومع ذلك يتحدث في نابولي عن المستقبل ودوري الأبطال. فقط هرب منه تصريحان مقلقان في أحد المؤتمرات الصحافية، وصنع له دي لاورنتيس المصيدة وأوقعه. يمتلك أوريليو الطابع المهذب للبروفسور ألفيو ساسارولي (الذي جسده الممثل أدولفو تشيلي) في فيلم «أصدقائي»، يترك محاصرة نادي يوفنتوس له، ويتركه يستمتع في الملعب، خلال احتفال نهاية الدوري، ثم يأتي المزاح الأكبر أول من أمس.

في الصباح، يبعث له برسالة تلفزيونية تتوقع إقالته من منصبه، ليس هذا فقط. بل إنه أعلن أن محامييه القانونيين يعملون من أجل تحويل الإقالة إلى فصل لأسباب وجيهة، هكذا لا يدفع راتبي الموسمين الأخيرين، بإجمالي 6 ملايين يورو، وعلى مقعد مدرب نابولي سيجلس غاسبيريني. صار ماتزاري شاحبا مثل قميصه، واتصل بالمدير الرياضي بيغون الذي يثق فيه واستفسر منه عن اجتهاد وسائل الإعلام. وها نحن في المساء في مكاتب شركة «فيلماورو»، حيث ألقى دي لاورنتيس بورقته الرابحة وقال: «حسنا، سأواصل معك، لكن انس زيادة الراتب الكبيرة وضم سانشيز، وسأقوم بتعديل بسيط، سأبيع هامسيك ونسير هكذا». ماتزاري مضطر إلى التعبير عن رأيه لكنه يتأمل اللعبة الانتقامية، ويقول: «أنتظر أن يخسر كونتي مباراتين في أكتوبر (تشرين الأول)، وأنظر بعدها.. لا يزال معي رقم مسؤولي السيدة العجوز». اطمئنوا.. ففيلم «أعدائي» لن يشهد نجاحا أقل من «أصدقائي».

إلى الآن، عاد دي لاورنتيس وماتزاري ليكونا سعيدين. يرن الهاتف في شركة «فيلماورو»، إنه غاسبيريني الذي يقول: «طاب مساؤك سيدي الرئيس، هل هناك تطورات؟ التوقيع؟». أجاب دي لاورنتيس بنبرة ليلو ماشيتي (الذي قام به الممثل أوغو تانياتزي)، بأن الأمر انتهى ولم يعد له مكان بعد التوصل لاتفاق مع المدير الفني الحالي. بعدها خرجا معا، وتم إعلان البيان الرسمي.