العميد الآسيوي!

منيف الحربي

TT

لو اخترت من الأحداث والتعليقات عنوانا لمباراة الاتحاد والهلال الأخيرة لاخترت تصريح اللاعب سعود كريري الذي بدأ كلامه عقب اللقاء قائلا: «أولا هاردلك، أقولها للجماهير السعودية عموما، وللجماهير الهلالية خصوصا، على خروج فريق سعودي من البطولة». ثم بارك للاتحاديين وعلق على مجريات اللعب دون إساءة لأحد أو انتقاص.

هذه الروح الجميلة تعكس وعي النجم وإحساسه بالمسؤولية وثقته بنفسه وفريقه، وليس بعيدا عن حديث كريري ما قاله النجم الكبير محمد نور بعد المباراة وهو يؤكد أن الهلال فريق كبير، لكن الاتحاد استحق التفوق المطلق والفوز العريض.

انتقيت حديث النجمين لأن هناك كثيرين تركوا الجانب الفني وسخونة المواجهة واللوحات الكروية الرائعة التي تجسدت في الملعب وذهبوا للتركيز على أشياء هامشية القصد منها سلبي بحت.

الواقع أن حديث النجمين الكبيرين لم يكن نشازا فقد جاء متوافقا مع اللوحة البديعة التي رسمها الاتحاديون وعلقوها في سماء جدة، فالحضور الجماهيري الأخاذ والتفاعل الجميل في المدرجات والأداء المبهر داخل المستطيل الأخضر والروح الرياضية خارجه.. كلها شكلت مشهدا رياضيا يستحق الإشادة والتقدير.

احترم الاتحاديون خصمهم قبل وبعد، وقدموا أنفسهم للسباق القاري بصورة ناصعة رغم كل حملات التشويه التي استبقت المباراة وهي تركز على عودة ديمتري والخشونة التي سيلجأ لها لاعبوه، لتأتي مجريات اللعب شاهدة على زيف هذه الادعاءات وفشل أساليب التحريض القديمة!

مساء الثلاثاء غاب القمر الأزرق، وسطع نور ورفاقه، ولأن الفريقين قدما مباراة ممتعة وكان لا بد من مغادرة أحدهما، فقد غادر الضيوف جدة والآسيوية معا كخيار إجباري فرضه المضيف.

بقي القول إن هذا لا يقلل إطلاقا من النجاحات الكبيرة التي حققها الهلال في ظل إدارته الحالية حتى لو حاول البعض وصمها بالإنجازات المحلية، فمن سار على الدرب وصل، والأهم أن يحقق فريق سعودي اللقب الآسيوي الذي غاب عن أنديتنا طويلا.

مبروك للاتحاد الذي يظل الأقرب من بين أنديتنا لبطولته القارية المفضلة، وحظ أوفر لمن عاندته المستديرة وآلمته تقلباتها المريرة.