أليغري.. وحكايته مع برلسكوني والحلاق

لويجي جارلاندو

TT

فتح ماسيمليانو أليغري، المدير الفني في الميلان، النيران على خوسيه مورينهو الذي يتربع على عرش الإدارة الفنية في العالم منذ عدة سنوات، والرجل الذي لا يمكن المساس به في أي حال من الأحوال، والأب الروحي للإعلام في كل بلد ذهب إليه. ولكن، هل تذكرون ذلك اليوم الذي كان من المفترض أن يتم فيه تقديم أليغري لجماهير الميلان، ولكن برلسكوني احتفظ بالميكرفون لنفسه طوال اليوم لكي يشرح للحاضرين الطريقة التي يتعين على الفريق تطبيقها في الموسم التالي؟ في نفس هذا اليوم، طلب الرئيس من مديره الفني الجديد أن يحلق شعره تماما، ولكن أليغري خشي الاستسلام لماكينة الحلاقة، وفي ذلك اليوم أيضا بدأت أصوات التشكيك في قدرة أليغري على الإمساك بزمام الميلان في الانتشار، حيث قال البعض إن مصير أليغري هو الضياع في غياهب فريق كبير مثل الميلان القادر على ابتلاعه في قضمة واحدة. وها هو الميلان يحتفل بلقب الدوري بعد طول غياب بفضل أليغري ولاعبيه المخضرمين الذين لعبوا دور البطولة طوال الموسم.

ورغم الأحداث الساخنة والمتتابعة التي شهدها موسم 2010/2011، فإن الانتفاضة الحقيقية التي هزت أرجاء إيطاليا لم تكن هي ثورة ليوناردو على الميلان، بل كانت هي ظهور أليغري على حقيقته من دون ذلك القناع الذي اختبأ خلفه في البداية. فقد بدأت الشخصية الحقيقة لأليغري في الظهور عقب رحيل رونالدينهو عن الميلان حين صرح المدير الفني قائلا «لقد كان الأفضل على الإطلاق» رغم معرفة الجميع بأنه السبب الأول وراء قرار الإدارة بالاستغناء عن البرازيلي. وبعد ذلك، وضع أليغري أسس الفريق الجديد مستندا على محورين رئيسيين هما غاتوزو وسيدورف، ولكنه ما لبث أن تحول إلى الاعتماد على إبراهيموفيتش بشكل كامل وبذكاء شديد، متجنبا ثورة اللاعبين الآخرين ضد خياراته الفنية. وهكذا، نجح ماسيمليانو في تأسيس فريق قوي، صلب، متماسك وديمقراطي بفضل ذكائه المتوهج في التعامل مع اللاعبين حتى انتهى به الأمر على قمة الدوري الإيطالي، ليشير إليه الجميع قائلين: «هذا هو ميلان ماسيمليانو أليغري».

ولم يقتصر نجاح المدير الفني على قيادة الفريق إلى الفوز بدرع الدوري فحسب، بل إنه نجح أيضا في إتمام صفقة انتقال بواتنيغ من جنوا إلى الميلان بشكل نهائي، كما أنه أحرز تقدما ملحوظا للغاية في المفاوضات الجارية مع أسامواه. ولعب أليغري دورا محوريا في المفاوضات مع اللاعبين الذين أوشكت تعاقداتهم على الانتهاء. والآن، بات أليغري يؤسس فريقه بنفسه دون تدخل من الإدارة كما لو أنه السير أليكس فيرغسون في الوقت الذي يتهاوى فيه مدربون كبار أمثال ماتزاري وغاسبريني. وما بين تنظيم الملعب والتخطيط للمستقبل، انطلق أليغري في طريق جديد أثناء مشاركته في برنامج «عرض الضباع» حيث انتقد خوسيه مورينهو قائلا إنه «شخص مثير للشفقة، تافه وعديم الثقة بالنفس». والآن، من الذي يجد في نفسه الشجاعة الكافية لكي يطلب من أليغري الذهاب إلى الحلاق؟