روح الاتحاد... (يا عساها تستمر)!!

هيا الغامدي

TT

معطيات كثر أفرزت أفضلية الاتحاد وأحقيته بنقاط الفوز والتأهل لدور الـ 8 الآسيوي أمام الهلال، وإذا كنا نشيد بمستوى الاتحاد الفني والتكتيكي وروح اللاعبين التي قادها نور بجدارة وحبور، فإنني أذكر بما كتبته يوم المباراة وحذرت الهلاليين منه، بخصوص الجدوى الفنية المرتقبة للاتحاد واستغلاله للهالة الفرائحية التي يعيشها الهلاليون وإن قالوا العكس!!

وما رأيناه بمنعطف الـ 16 هلال منهك... مشتت يلعب كرة قدم.. غير!! في «جدة... غير!!» فالمقاييس اختلفت؛ برود ولا مبالاة، وكالديرون خانه الذكاء باستغلال ميزة التغييرات الإيجابية وقبل ذلك خانته الذاكرة القريبة والخلفية المسبقة عن الاتحاد وعناصره!

فعلا ديمتري مدرب محظوظ!! فالوقت الذي تسلم فيه الأصفر بسيط والخلفية التي يعرفها عن ماضيه لا تزال عند (حسن الظن) وأكثر!! والأكثر نعمة قناعة الاتحاديين به ورغبتهم بخدماته وثقتهم بملكته الفنية فيما تبقى من استحقاقات على طريقة أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا. والأهم رغبة العناصر الاتحادية بعمل انقلاب مفاجئ يعيدون من خلاله تلك الهيبة المفقودة، أما (التهيئة) فهي الأكثر حضورا وأهمية (نفسيا) أكثر منه (فنيا) و(ذهنيا) أكثر منها (حركيا)، ومن قال بأن الاتحاد الفريق الذي لا يهزم على أرضه؟!! فالواقع والنتائج والمنطق، تشير للمرات التي مني خلالها العميد بهزيمة على أرضه ومن فرق توصف بأنها عاااادية!! وهذا شيء طبيعي، ومن يريد شحن الفريق بالعكس فهو لا يريد سوى تخديره بالمرحلة المقبلة وبالتالي ستفقد كرتنا السعودية آخر خيوط الوهن القاري للأسف!!

ومن قال بأن الهلال الفريق الذي لا يهزم؟!! (كذب) وإن دلل على ذلك بحلقة التميز و«الدلال» دوريا باستحقاق زين للمحترفين وعدة معارك دورية بلا هزيمة، وبالتالي ماذا كانت النتيجة؟!... ترويج وتمهيد لخسارة أشد وأقوى وأعظم ثمنا... آسيا! ولكم أن تتخيلوا ما الذي تعنيه آسيا للهلاليين؟!! الحب القديم.. العشق الآفل.. الساحة الخصبة للأمنيات والتخيلات التي تذهب بالأهداف يمنة ويسرة.. أليس الهلال.. نادي القرن الآسيوي؟!!

وبصراحة الاتحاد (كمحصلة نهائية) لم يكن الأفضل وعلى مستويات عدة «كمتوسط حسابي» من الهلال، وهذي حقيقة، لكنه عرف كيف يستغل نقاط التوهان الزرقاء ويظفر بتأهل يستحقه بلا أدنى شك، فالتنظيم والتركيز ورغبة نور ورفاقه بتجاوز عثرة اسمها الهلال ومن بعده كل شيء سيكون..(هيّنا) مكتسبات أساسية!! والهلال الذي هزمه الاتحاد تلك الليلة كان هلال كل الأوقات، هلال المحلية وهلال الأفضلية ومن ثم هلال الآسيوية!! وبالوقت الذي نطالب فيه الهلاليين (بالركووود) والاستفادة من الدرس الآسيوي بالمقبل، نتمنى على الاتحاديين عدم الانسياق المبالغ فيه بالأفراح، فالبطولة لا تزال ببدايتها وستشهد منعطفات صعبة وشرسة بالمقبل من الأدوار، حتى نضمن متحدثا ثابتا باسم كرتنا السعودية، (فقط) إذا ما واصل الاتحاد بالبطولة بذات العزيمة والإصرار واللهجة التكتيكية والعناصرية الحادة التي واجه بها الهلال!

[email protected]