إفرازات مدهشة!

عبد الرزاق أبو داود

TT

لا نعتقد أن تناول مثل هذا الموضوع من السهولة بمكان، فالتشخيص العلمي الدقيق لهذه الإشكاليات يبدو بعيد المنال، ولا يمكن التنبؤ بدقة عما سيجري غدا، سواء في إطار العلاقات والتطورات داخل الأندية الرياضية أو المشهد الرياضي الوطني بعامة. التساؤل المطروح يكمن في ماهية ومدى تأثر التطورات الاجتماعية التي تشهدها بلادنا بإفرازات الحركة الرياضية المحلية.. وهل تستهدف هذه التطورات الاجتماعية والاقتصادية الحركة الرياضية بطرق مختلفة.. وهل ستكشف لنا يوميا عن إفرازات مستجدة! من المعلوم صعوبة استكشاف الوقت الذي ستبرز فيه بعض هذه التطورات.. أو استخلاص انعكاساتها الاجتماعية، فالمشهد الرياضي الوطني يشهد أنماطا ومحاورات.. وتكتلات لا ترى طرفا مؤهلا خلافها.. طرفا قادرا على القيام بدور إيجابي نظرا لانغلاقها على تصورات مسبقة.. واقتصارها على مجموعات من ذوي التوجهات الخاصة.

كثير من المؤشرات تبين أننا قد نكون قادمين على مرحلة رياضية غير.. مرحلة ستغير كثيرا من المفاهيم والمسلمات الرياضية القائمة.. وتنذر بتحولات واسعة.. ربما يكون جلها في صالح الرياضة السعودية وهذا ما نأمله.. إذا ما أحسن استثمارها وتوجيهها.. فتحول محدود هنا أو هناك ربما يقود إلى نتائج ذات محصلة رياضية محدودة. ومقاربة الشأن الرياضي السعودي هنا قد يكون من وجهة نظر شخصية.. تركز على مراقبة تطورات يشهدها المجتمع السعودي في صورته العامة.. مما قد يمكن من سبر غور الرياضة السعودية للتعرف على إشكالياتها الدافعة.. ولعل التركيز على بعض التوجهات يسلط الضوء عليها.. على الرغم من غياب الإحصاءات المعتبرة.. في إطار تناولها العلمي مدعوما بالأدلة المنطقية المقبولة.. وهو توجه صعب للمهتمين بظواهر الأمور! الرياضة السعودية تتكون في هيكلها العام.. من خلال صلاتها وارتباطاتها المتفرعة.. وعلى هذا الأساس فإن القيم التي تحيط وتتحكم بمجتمعنا وشرائحه المتباينة ينعكس من خلالها مجمل مشهدنا الرياضي.

الفردية تأخذ سبيلها بقوة في مجتمعنا.. وهي فردية فاعلة بقوة في المشهد الرياضي المحلي.. مما يؤدي إلى مزيد من التطورات السلبية.. ويساعد على تأصلها بأنديتنا.. بالاعتماد على مبدأ لم يعد ممكننا الاستمرار عليه.. بغض النظر عن التبريرات التي يطرحها المنظرون المحدثون ومحاولاتهم المستمرة لترسيخ نهج الفردية الذي لم يعد قادرا على تحمل المزيد رغم كل ما قدمه.. ومع كل التطورات التي يمر بها مجتمعنا فإن المشهد الرياضي المحلي سيكون إحدى الساحات التي ستتأثر بهذه التطورات.. فالاعتماد على التكوينات الفردية في أي منظومة رياضية لن يكون جديدا أو مجديا.. ويمكن لمثل هذا النهج أن يستمر لفترة محدودة في ظل مراوحة مكلفة.. مراوحة لا يمكن قبولها في ظل الرغبة الجامحة لدى الجماهير الشابة في المشاركة، كل على قدره وإمكاناته، شريطة تمكينه بمنحه فرصا كاملة ليأخذ دوره. الرياضة السعودية تشهد تطورا مستمرا، خاصة في حياة الأجيال الشابة.. وستتزايد أهميتها مع زيادة المعرفة وتطوير تكنولوجيا المعلومات والانفتاح على العوالم المتطورة.. والتعرف على الآثار الإيجابية للرياضة على المجتمعات الأخرى.. لنفتح نوافذ الرياضة للشباب على مصراعيها.. فالمستقبل لهم.. ويجب أن نتخلى عن كثير من المفاهيم التي لم تعد صالحة في عالم الاقتصاد المعرفي والسرعات الفائقة!