صراع بين شباب غوارديولا وخبرة فيرغسون

أليساندرو دي كالو

TT

ميسي أم روني؟ من منهما سيفوز بلقب دوري أبطال أوروبا مساء اليوم السبت؟ هل سيفوز الفريق المثالي الذي كونه المدرب الشاب غوارديولا من أحفاد كرويف مرة أخرى باللقب الأوروبي أم يكون الفوز من نصيب مانشستر يونايتد وكرة القدم التي تتحول كالحرباء بقيادة المدرب المخضرم أليكس فيرغسون؟ ستأتي الإجابة عن هذا السؤال مساء اليوم، وأيا كان الفريق الفائز باللقب فلا شك أن هذا الفوز سيمتد تأثيره أيضا إلى كرة القدم الإيطالية. ففوز غوارديولا بالبطولة الأوروبية سيكون له تداعيات على الكرة الإيطالية وكذلك فوز فيرغسون سيكون له تداعيات أخرى. ويحدث هذا دائما، لذلك سنحاول هنا معرفة أثر هذا النهائي الأوروبي على عالم كرة القدم.

إن الأمر يرتبط بصورة وثيقة بالصورة التي ستخرج عليها هذه المباراة النهائية. فبرشلونة ومانشستر يونايتد هما أفضل فريقين في أوروبا والعالم لكن هذا لا يضمن خروج نهائي ويمبلدون بصورة جميلة ومهارة عالية. فمن المستحيل التأكيد على هذه المعادلة في نهاية موسم طويل ومرهق. ولا شك أن فريق مانشستر يونايتد سيحاول الثأر لهزيمته 0 - 2 أمام برشلونة في نهائي البطولة قبل عامين بالإستاد الأولمبي بروما. ونجح الميلان بقيادة أنشيلوتي من قبل في الثأر لهزيمة مماثلة أمام ليفربول في نهائي دوري أبطال أوروبا بعد عامين أيضا من هذه الهزيمة. وقد ينجح فيرغسون في فعل الشيء نفسه في مواجهة اليوم التي تعتبر النهائي الرابع له في دوري أبطال أوروبا خلال مسيرته الطويلة مع نادي مانشستر يونايتد التي امتدت لأكثر من 25 عاما.

لقد كان غوارديولا مدرب برشلونة مدربا جديدا عندما خاض نهائي البطولة عام 2009 في روما حيث كان الموسم الأول له على مقعد تدريب برشلونة. وسرعان ما أصبح صائدا للبطولات بعد أن حقق 8 ألقاب من المنافسات الـ10 التي خاضها الفريق تحت قيادته ليصبح بذلك المدرب رقم 1 في العالم والذي تسعى الكثير من الأندية الكبرى للحصول على خدماته. لكن غوارديولا يبدو صعب المنال وبالتالي يفسح المجال أمام مساعديه ومعاونيه ليصبحوا من كبار المدربين. وهو ما حدث مع لويس إنريكي مدرب برشلونة الثاني الذي أصبح الهدف الأول لنادي روما بقيادته الأميركية الجديدة وأيضا لنادي أتلتيكو مدريد. وفي الحقيقة يعتبر غوارديولا ولويس إنريكي تلميذين في مدرسة الأستاذ كرويف وكرته الشاملة. ويتذكر غوارديولا جيدا نهائي البطولة الأوروبية عام 1992 التي فاز بها برشلونة في الوقت الإضافي أمام سمبدوريا الذي كان يلعب له مانشيني وفيالي. وكان عمر غوارديولا حينها 21 عاما وكان بالفعل قائدا للأوركسترا. فعندما دفع المدرب كرويف بلاعبيه إلى الملعب في تلك المباراة قال لهم عبارته الشهيرة «اذهبوا واستمتعوا».

ومنذ تلك المباراة التي أقيمت في استاد ويمبلي الأسطوري وحتى مباراة السبت التي تقام في استاد ويمبلي الجديد استمر غوارديولا في طريق الإبداع والنجاح دون توقف. وإذا حقق الفوز باللقب اليوم فإن ذلك سيعتبر انتصارا لكرته الشاملة الممتعة الهجومية وسيمنح الثقة والقيمة لكل من يعتنقون هذه الطريقة في لعب الكرة. ويمتلك ميسي فرصة ذهبية ليثبت للعالم أنه أفضل من مارادونا ولكن برشلونة يستطيع الفوز حتى لو استمر ميسي في حالة عدم التألق. فلم يكن ميسي يلعب مع منتخب إسبانيا الذي أحرز لقب المونديال قبل أقل من عام وهو يلعب بطريقة مشابهة لفريق برشلونة. وإذا كان الفوز على العكس من نصيب فريق مانشستر يونايتد فإن ذلك سيؤدي إلى إعلاء وتأكيد قيم أخرى هي الخبرة والاستمرارية. فقد يساهم مثل هذا الفوز في إثبات أن إصرار واستمرار فيرغسون مع الفريق طوال هذه السنوات وخبرة لاعبي الفريق الكبار مثل فان دير سار، الذي يبلغ عامه الـ41 في شهر أكتوبر (تشرين الأول) القادم، من شأنها قلب الموازين في عالم كرة القدم وإقناع الجميع بأن الكرة ما زالت لعبة الكبار.