لعنة الفراعنة تطارد الوحدة

محمود تراوري

TT

«وحداوي مسافر بالطيارة على الدرجة السياحية، وصل للمطار متأخرا 12 دقيقة. سأله الموظف: ليش تأخرت؟ رد الوحداوي: قلت أكيد إذا تأخرت 12 دقيقة تودوني (درجة أولى)».

انتهت النكتة التي راح الوحداويون يتداولونها عبر شبكة الهاتف النقال وشبكة الإنترنت، ساخرين توجعا، ومتداوين بالتنكيت، وربما متغافلين عن الوجع الحقيقي الذي أوصلهم لأن يكونوا مادة للتندر. بعد أن ظلوا يسيرون نحو هذا الاتجاه منذ أمد، منذ محطات زمزم وشربه في الكأس، وما إلى ذلك من طروحات غاية في التسطيح. تسطيح لا يقل سطحية عن التبريرات الكوميدية التي راح معظم مسؤولي النادي يسوقونها بعد القرار التاريخي، وبطريقة تكشف عن خواء لا يمكن أن يدير ناديا كانت له عراقة وريادة، ولعل هذه الرؤية هي ما توصل لها العقلاء أخيرا، حتى خرجت فكرة تغيير الإدارة. ربما رغبة في تسليم دفة النادي لأشخاص يملكون رؤية وسعة أفق، لديهم رصانة ورزانة، وأفكارا تبعد النادي عن احتقانات «المناقرات الطفولية» والتصريحات الساذجة، التي تشرع لكثير من المتلقين نسج النكات وإشاعتها عبر وسائط الميديا الحديثة.

ليدفع الثمن عشاق النادي، الذي باتت تطارده لعنة، بل لعنات، لا تختصرها لعنة العرق، الذي كان مفترضا، أن يكون نعمة من حيث التعدد والتنوع، ولا لعنة ابتلاء النادي بالنرجسيين وعشاق الفلاشات والوجاهة والمنظرة.

إذا كانت قصة لعنة الفراعنة بدأت مع اكتشاف مقبرة «توت عنخ أمون» ذلك الاكتشاف الذي هز الدنيا في حينه، وقت الكشف عن أبواب المقبرة، في أواخر نوفمبر 1922 حين وجد رقيما خزفيا في إحدى الغرف فيه عبارة تقول: «إن الموت سوف يقضي بجناحيه على كل من يحاول أن يزعج هدوء الفرعون ويعبث بقبره».

فكما أن كشف باب مقبرة توت عنخ أمون كان بداية أعظم كشف أثري، فإن الرقيم حامل تلك العبارة كان بداية أعظم قضية شغلت العالم، وفاقت الكنز بحثا ودراسة وغرابة، إنها لعنة الفراعنة. وفيات غامضة نالت عددا ممن دخلوا أو عملوا في المقبرة أو آثارها جعلت الكثيرين يعتقدون أن قضية «اللعنة» ربما كانت سرا غامضا يضاف لأسرار الفراعنة. الآن وبعد مرور أكثر من نصف قرن على اكتشاف المقبرة عرف العلماء محتوياتها وكشفوا أسرارها ودرسوا نقوشها وأصبحت حقيقة ناصعة. إلا أن قضية اللعنة بقيت اللغز المحير الذي لم يجد العلماء له حلا أو تفسيرا رغم كل الجهود التي بذلت في هذا الخصوص. تماما كحال الوحداويين الذين حاروا مع ناديهم على مدى أربعة عقود من النأي عن جادة الصواب. منذ أيام الأمير ماجد رحمه الله، ثم عبد المجيد رحمه الله، والآن يحاول الأمير خالد الفيصل، فهل يحل لغز اللعنة على يديه؟