فريق يسرق العالم..!

منيف الحربي

TT

ربما لم يقدم برشلونة، مساء السبت، ذات السحر الذي رسمه وهو يحاصر مورينهو ونجومه في مباراة الخماسية الشهيرة، وقد يكون هناك من ينتقد الثعلب فيرغسون على طريقة تعامله مع أهم لقاء، غير أنه لا تلك ولا هذه تقلل إطلاقا من قدرة ميسي ورفاقه على تحويل أعتى الفرق العالمية إلى فرقة متفرجين يلهثون على المستطيل الأخضر دون جدوى.

لا مورينهو ولا فيرغسون ولا غيرهما امتلكوا القدرة على إيقاف تدفق أفكار غوارديولا التي ظلت تطرق سواحلهم كالموج.. وحينما يحضر ميسي وأكزافي وإنييستا مع بقية الطاقم الماسي؛ فما على «الآخرين» سوى مشاركة الجمهور متعة الانبهار، سواء كان «الآخرون» كريستيانو رونالدو وكاكا أو روني وغيغز.

هذا الفريق الكاتالوني لا يلعب، بل يعزف موسيقى، ويحول الملعب إلى لوحة مذهلة ترسمها إحدى عشرة فرشاة باثنتين وعشرين قدما.. لقد حقق برشلونة المجد لإسبانيا عالميا وأوروبيا، وبدا المارد الذي لا يقهر مهما تعددت الحروب دون أن يتخلى عن هويته البسيطة وتقاليده الإنسانية العريقة، يمزج كل هذا بخلطة عجيبة نابضة تمتد وتتوسع مثل دوائر الماء التي لا تنتهي!

مساء أول من أمس، سرق برشلونة ومانشستر يونايتد العالم كله من نفسه، وأخذوا الوقت لخارج الوقت في كلاسيكو الكرة الأرضية الجديد.. كانت مواجهة ضد مقاييس الزمن، تزاحمت فيها ولها كل معاني الروح، وحفلت بمشاهد رائعة وأحداث ثرية، كل منها يحتاج قراءات مستفيضة، لأنه يعد درسا حقيقيا، للنجوم، للمدربين، للأندية، للجمهور، للاقتصاد والاستثمار، للعالم أجمع.

برشلونة رواية ساحرة، تحتضن صفحاتها شخوصا ومواقع من عالم آخر، في سرد بديع لا يمله المتابع.. يكفي مشهد رفع أبيدال للكأس، وما يعني اختياره بعد معاناته مع المرض الخطير، ليقرأ العالم كله أن كرة القدم بكل سلبيات تعاطيها الساخنة وحروبها الطاحنة، يمكن أن تكون سبورة ذهبية تكتب عليها عبارات قصيرة يتعلم منها الكون بأسره!

لوحة برشلونة التاريخية لم يكن من اللائق أن تعلق إلا على جدار ويمبلي.. وهو ما حدث، ليتفرج العالم كما لم يتفرج من قبل!