ليس ياسر يا جمهور الهلال

أحمد صادق دياب

TT

* على الرغم من مرور أسبوع بالتمام والكمال على المباراة التي جمعت الاتحاد والهلال في دور الـ16 الآسيوي، فإن الحديث عن تلك المباراة لم يهدأ أبدا؛ فالهلاليون، إدارة ومشجعين وإعلاما، ما زالوا غير مصدقين أن فريقهم خرج من البطولة!! بينما انغمس الاتحاديون، إدارة ومشجعين وإعلاما، في موجة فرح كبيرة، وكأنهم حققوا الأهم في هذه البطولة.. هذه الموجة المتفاوتة تؤكد من جديد أننا لا نملك الثقافة الضرورية لكرة القدم الحديثة التي يأتي في مقدمتها أن احتمالي الهزيمة والفوز هما احتمالان متوازيان ومتساويان، وعلينا أن نقبل بهما في الأحوال كلها دون مبالغة في الحالتين.

* صحيح ومؤكد أن الاتحاد استحق الفوز في تلك المباراة كنتيجة حتمية لما بذله الاتحاديون من جهد وروح جديدة من الحماس، واستحق الهلال الخسارة لأنه لم يستطع مجاراة الاتحاد في تلك المباراة، خصوصا أنها مباراة تعتمد على خروج المغلوب من المنافسة، لكن هل هو عيب لا يغتفر أن يخسر الهلال؟

* لو أننا نملك تلك الثقافة الكروية لعرفنا أننا أمام لعبة لا يمكن أن يفوز فيها فريق بشكل دائم، كما لا يمكن أن يخسر فريق طوال الوقت.. ففجأة وخلال أسبوع واحد تحول الهلال في نظر محبيه من فريق حقق كل شيء، إلى فريق يجب تسريح نصف لاعبيه!! وكان نصيب الكابتن والقائد ياسر القحطاني حصة الأسد من تلك الهجمات غير المنضبطة.. البعض طالب بتصفيته، وآخرون طالبوا بإعارته إلى فريق آخر، وأجزم لو أن إدارة الهلال استسلمت لمثل هذا الجنون، لتلقت سيلا من الطلبات للحصول على خدمات هذا الرائع داخليا وخارجيا.

* المسألة ليست ياسر وليست لاعبي الهلال، لكنها كرة القدم التي لا يمكن ضمان اتجاه مؤشرها، أو الاعتماد على التحليلات الفنية لتوجيه نتيجتها.. كرة القدم لا تخضع لقانون الأمنيات أو الترشيحات، وكثيرا ما عكست تلك الدراسات كلها وسلمت نفسها طواعية لغير المرشح للفوز في المباراة.

* ربما يعتقد البعض أنني أدافع عن ياسر، وربما كان هذا حقيقة في الضمير الباطن، لكنني لا أريد أن أخسر لاعبا في حجم وإمكانات هذا اللاعب لمجرد أن الهلال خسر مباراة واحدة.

* ياسر قبل أن يكون لاعب كرة هو إنسان يمكن ألا يكون في يومه، وربما لم تسعفه ظروفه الداخلية للبروز، لكننا يجب ألا ننسى شلالات الفرح التي أتى بها هذا النجم الكبير.. من المفترض ألا نقسو على ياسر ليتمكن من العودة إلى ياسر اللاعب الذي نحب، ياسر الذي أسر قلوب الهلالين كثيرا، وتنكر له البعض عند الخسارة.

* ياسر جزء من اللعبة وعلينا أن نفهمها ونتعايش معها وليس البحث عن شماعات من (زبدة) نعلق عليها الخسارة التي هي جزء أساسي من كرة القدم.