من كل بركان شعلة..!

منيف الحربي

TT

تبدو قضايا الوسط الرياضي مع قرب نهاية الموسم مثل الألعاب النارية التي حينما تصل لذروتها يتحول الليل إلى نهار ويصل دوي الفرقعات لمسافات بعيدة، وبعد ثوان قليلة تنطفئ الأضواء فجأة، ويعم الهدوء ولا يتبقى سوى أعمدة الدخان المتصاعدة إلى اللاشيء!

الساحة الرياضية (حتى عالميا) تكاد تغص هذا الأسبوع بالقضايا الملتهبة، فمن ترشح بن همام لزعامة الفيفا، إلى فتح ملفات الفساد والتهديد بحرمان قطر من تنظيم كأس العالم، ثم الانسحاب الغامض والتداعيات المثيرة.

محليا، يمور المشهد الرياضي بالكثير من اللغط والغلط، من قضية الرشوة وملفها الموارب إلى إشكالية تواطؤ الوحدة والتعاون وقرار الهبوط المغلف بالشكوك، وفشل القانون بالوصول لقناعة المتابع وصولا إلى احتجاج الأهلي ضد مشاركة السعران وتصريحات البلطان ضد جماهير الأهلي وغيرها من القضايا التي أتوقع أن تكون مادة دسمة يلوكها الإعلام والجمهور طوال فترة الركود القادمة.. هذه الوفرة النوعية ربما يتحور معها المثل القائل (من كل بستان زهرة) ليصبح (من كل بركان شعلة) وما عليك - عزيزي الكاتب - سوى تعريض قلمك للتيار الحارق حتى إذا ما اشتعل غمسته من جديد في الصفحة التي تحولت إلى تنور!

إن التسخين بهذا الشكل المتواصل قد يكون مفيدا من حيث اتجاه القرارات مستقبلا نحو طريقة تكسبها النضوج.. على الطرف الآخر قد يؤدي هذا التسخين الفوضوي لإحراق الطبخة وبقاء الوسط جائعا لعمل مؤسسي يوجد القوانين العادلة ويطبقها بحزم، دون أن يغرق في شبر قرار أو كأس مراعاة..!

لا أدري لماذا يتأخر الاتحاد السعودي كل هذا الوقت في تنظيم عمله الإداري، وتعزيز إداراته بالكفاءات المتفرغة والمؤهلة؟ فالأحداث تتصاعد حدتها كل عام وأي تأخير تنظيمي ستكون تبعاته ثقيلة لأن الأندية باتت أكثر دراية بحقوقها وحدودها، والإعلام صار من الصعب تكميمه أو التمويه عليه، والجمهور أضحى من المستحيل إقناعه بخلاف الحقيقة!

طبيعي أن يكون لهذا التخبط ضحايا من (الكروت) التي انتهت منذ زمن، لكن رميها لن يغير شيئا ما لم يكن التبديل شاملا لكل الأسماء المستهلكة، ويخشى المتابعون (مع هذا التراكم) أن تصبح تداعيات القضايا المحلية مشابهه لتداعيات الأحداث العالمية، وأن يقود دخولنا للمناطق الحارة إلى ما قاد إليه ترشح بن همام من فتح ملفات ما كانت لتفتح لولا تزاحم المناكب!!