تعلموا من الملك عبد الله والأمير سلمان!

صالح بن علي الحمادي

TT

في كلمته الأخيرة في جدة لدى استقباله الأمراء والوزراء والضباط والمواطنين.. قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز «أهنئ نفسي بكم وبأخلاقكم وثقتكم بدينكم ووطنكم، يا إخوان، أوصيكم بتقوى الله ثم حب الوطن.. كما أوصيكم بكلمة بسيطة.. ولكني أوصيكم بها لأن الإنسان من دونها ليس بإنسان.. وهي الصدق.. الصدق.. الصدق.. عليكم بالصدق في تعاملاتكم وفي بيوتكم وفي أولادكم وفي أقاربكم وفي التعامل مع كل من يسمع منكم.. أرجوكم أن تتمسكوا بالصدق لأن الصدق حبيب الله.. وهو أوفى للإنسان وأوفى ما للإنسان الصدق.. لأنك أن صدقت صدقك العالم كلهم».

وفي ذات اليوم في العاصمة الرياض.. قال أميرها سلمان بن عبد العزيز في تصريحات صحافية عقب تفقده مشروع طريق الملك عبد الله بن عبد العزيز وافتتاحه، متزامنا مع الذكرى السادسة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز: «إن المملكة أنعم الله عليها بأن تكون منطلق العقيدة وأن تعيش ولله الحمد بالأمن والاستقرار وذلك في عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وهذا منطلق من الخطوة الأولى لوالدهما الملك عبد العزيز، رحمة الله عليه، ثم إلى أبنائه الملوك، رحمة الله عليهم جميعا، حتى عهدنا الحاضر».. وبعدما تطرق الأمير سلمان إلى الائتلاف بين مواطني هذه البلاد تحت راية التوحيد في كل المناطق والأقاليم ومن كل الأطياف، مشددا على العمل المشترك لإنجاح كل مشاريع منطقة الرياض.. رحب الأمير سلمان بالإعلام.. بالقول «أهلا وسهلا بكم واشرحوا للمواطنين كل الحقائق».

عبارات خادم الحرمين وأمير الرياض.. مختصرة في كلماتها عميقة في معانيها.. ولذا حرصنا على تمريرها للمجتمع الرياضي السعودي المنغمس في التعصب والضبابية في بعض تعاملاته، خاصة في كرة القدم وأروقتها من اتحاد الكرة.. مرورا بالإعلام.. حتى الأندية برؤسائها وإدارييها وكافة منسوبيها.. كيف؟!

مَن مِن المسؤولين الرياضيين يشدد دائما على حب الوطن بعد تقوى الله.. والصدق ثم الصدق في العمل والتعامل؟

مع الأسف.. قلة قليلة.. بل نادرة.. فالمجتمع الكروي غارق في التعصب والكذب والتضليل لا الصدق.

ومَن مِن رؤساء الأندية يشير إلى مجهودات من سبقوه في رئاسة النادي.. بداية من المؤسس مرورا بكل رئيس حتى الرئيس السالف؟!

مع الأسف.. مرة ثانية.. لا أحد.. إلا ما ندر!!

أما الائتلاف بين الجماهير بدعوة من رؤساء الأندية فلم يحدث سوى الموسم الماضي «كظاهرة» لم تستمر، فالأهداف الأولى الـ«شو» أمام الكاميرات والجماهير.. وإلا لو كان الهدف الحقيقي ائتلافا جماهيريا لشاهدناه يستمر حتى الآن!!

الملك يطالب بالصدق والأمير يرحب بالإعلام ويطالبه بشرح كل الحقائق للمواطنين.. فهلا تعلم منهما كل رئيس ناد واتحاد؟ خاصة أولئك الذين يحاربون ظهور كل إعلامي يقول الصدق ويشرح للجماهير «بعض» المتاح قوله من الحقائق؟

اللهم أصلح حال مجتمعات الرياضة والشباب في العالم العربي عامة، والمملكة خاصة.. بدءا من رؤساء الأندية حتى أصغر متابع.. وتعلموا من الملك عبد الله والأمير سلمان ما طرحاه في هذا الأسبوع.

[email protected]