حكام النهائي يتعرضون للإساءة من المقصورة الرئيسية

فرانشيسكو تشنيتي

TT

أحيانا لا يكون جانب من جماهير الملاعب مثالا للمشجع النموذجي الذي يقبل هزيمة فريقه دون إهانة الآخر وكل من حوله. ويوم الأحد الماضي على الملعب الأولمبي في روما أقيم نهائي كأس إيطاليا بين الإنتر وباليرمو. وكان اللقاء يحتاج إلى «جلسة برلمانية» لتحديد من المسؤول عن الهجوم الذي نشب ضد حكم المباراة مورغانتي ومعاونيه قبل تسلم الجوائز المخصصة لهم بعد نهاية المباراة. وقد حدث ذلك على مرأى ومسمع من ريناتو سكيفاني (رئيس مجلس الشيوخ، ثاني أعلى منصب في الدولة).

فاز الإنتر بالمباراة وحصد الكأس في نسختها الحالية. وبعد دقائق من إطلاق الحكم لصافرة النهاية قام زامباريني، رئيس باليرمو، بإشعال نيران الغضب في المقصورة الرئيسية التي كان يتابع منها أحداث المباراة، حيث اتهم مورغانتي (وهذا ليس بالأمر الجديد على رئيس نادي باليرمو) بتفضيله للإنتر على حساب باليرمو أثناء سير اللقاء (في الواقع أن أخطاء حكم الساحة المرتكبة في هذا النهائي خطأ واحد لكل من الفريقين). فقد خرج زامباريني من الاستاد بعد صافرة النهاية وهو يصرخ: «لصوص، لصوص، لصوص». وفي غضون ذلك كانت جماهير الفريقين داخل الملعب منشغلة بالتصفيق، فهناك من كان يصفق لفريقه احتفالا بالفوز، والآخر يحيي فريقه الخاسر على الأداء الجيد. وعليه، فإن هناك بقعة من الضوء يتعين تسليطها على كرة القدم التي غالبا ما اعتادت على إدخال الأهداف في مرماها عن طريق الخطأ. ولكن إفساد تلك الليلة جاء عن طريق من ينبغي عليه أن يكون نموذجا يحتذى به. وقد تحدث إلينا أحد أفراد طاقم التحكيم الذي أدار النهائي (مورغانتي، حكم الساحة والمساعدان روسوماندو وبابي والحكم الرابع تاليافينتو) ولكن طلب عدم ذكر اسمه قائلا: «لم أشاهد مثل هذا الشيء طوال مسيرتي التحكيمية. يقال إننا اعتدنا على استقبال الشتائم من كل نوع. نعرف أن هذا الأمر يمثل جزءا من عالمنا في كرة القدم، رغم أن قيمة هذه اللعبة ينبغي أن تكون مختلفة عن الموجود حاليا. لقد كان عرض الجماهير، على أي حال، في الملعب رائعا، والأمور تسير بشكل سلس. ولهذا السبب شعرنا بالمفاجأة تجاه العداء الذي صدر ضدنا من المقصورة الرئيسية....». وقع هذا الهجوم ضد طاقم التحكيم في اللحظة التي توجه فيها مورغانتي وطاقمه إلى سكيفاني لتسلم الجوائز التي خصصت لهم، شأنهم شأن الفريقين. صعد الطاقم التحكيمي الدرج وقبل أن يصلوا إلى رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي عبروا من خلال المنطقة المخصصة لكبار الشخصيات في المقصورة الرئيسية، والتي كانت تضم عددا كبيرا من رجال السياسة والبرلمان. ولم ترق نتيجة اللقاء لمن كان يشجع باليرمو من بين هذه المجموعة، ولا سيما قرارات الطاقم التحكيمي. ولم يحاول أي من هؤلاء إخفاء هذا الشعور. ويواصل المصدر غير الراغب في الإعلان عن اسمه: «لقد وجهوا إلينا أسوأ ما كان بداخلهم، وصرخوا في وجوهنا مباشرة على مسافة متر واحد فحسب. أناس يرتدون البذلة ورابطة العنق وأعينهم جاحظة. ومن كان على مسافة بعيدة منا أخذ يكور وراء الجرائد التي كانت معهم ثم أطلقوها، وكنا بالطبع، الأهداف لهذه الطلقات. لقد شعرت بالخزي الشديد نظرا لأن في الأماكن القريبة من عبورنا كان يجلس أيضا براسكي، مسؤول تعيين حكام دوري الدرجة الأولى، وكولينا. ثم نتعجب إذا قام بعض الأشخاص في الأحياء البسيطة بمهاجمة الحكام. إن الاعتذار من جانب من كان جالسا في هذه المقصورة نحو هذا الطاقم التحكيمي ربما سيكون أقل ما يمكن تقديمه إليهم بعد هذه الإهانة».

واعتذر زامباريني للإنتر عما صدر عنه بعد انتهاء المباراة ووصفه للمنافس بأنه: «مجموعة لصوص»، من خلال تصريحاته إلى شبكة «راديو تي في» والتي جاء فيها: «لقد ندمت على وصفي للإنتر بهذه الكلمات. ففي الدقيقة 90 قد تخرج منك بعض المزاحات. ولكني لا أزال مرتابا من تعيين مورغانتي حكما للقاء الحاسم، كيف يقومون باختيار حكم ستكون هذه هي مباراته الأخيرة ولو أخطأ لن يتم عقابه؟ أعلم أنهم كانوا يريدون إرسال الميلان والإنتر إلى مباراة سوبر الكأس الإيطالية التي ستلعب في بكين». ما جاء على لسان زامباريني يعد نصف اعتذار لأنه لا يزال على موقفه من طاقم التحكيم.