«الكأس».. لفريق كل الألوان والأجناس!

عادل عصام الدين

TT

منذ ثلاث سنوات، وفريق برشلونة الإسباني يجبرني على «الانحياز» له أثناء كل مباراة. لم تعد المسألة مجرد إعجاب، بل «أمنية» بأن يكون الفوز حليف هذا الفريق الجذاب الممتع والذي كسر الكثير من القواعد وألغى الكثير من المفاهيم «الكروية». احترت كثيرا قبل مباراة مانشستر يونايتد وبرشلونة ولكنني لا شعوريا وجدت نفسي وقد أصبحت في صف أجمل فريق في تاريخ كرة القدم العالمية.

والحقيقة أنني لم أعاصر الفريق الذهبي لفريق ريال مدريد في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، بيد أنني شاهدت «اياكس» كرويف وبرازيل بيليه عام 1970، وبرازيل تيلي سانتانا عام 1982، والميلان الذهبي، وكلها فرق رأى البعض أنها تستحق لقب الفريق الأفضل في التاريخ، لكن برشلونة «بكل تأكيد» أنسانا تلك الفرق، واتفق الكثيرون على أنه الفريق الأقوى في تاريخ اللعبة.

أسباب متعددة تدفع الرياضي أو المتابع لتشجيع فريق ما.. في وطنه.. لكن الحال مع برشلونة.. «غير»، إنه الإعجاب في البداية.. والوقوع في أسر الفن والجمال.. و«التشجيع» في النهاية.

من بين 16 فريقا أوروبيا (الآرسنال وكوبنهاغن وتشيلسي والإنتر وبايرن ميونخ وليون وريال مدريد ومرسيليا وميلان وتوتنهام وروما وشاختار وفالنسيا وشالكه وبرشلونة ومانشستر يونايتد) تأهل الأخيران إلى نهائي أبطال أوروبا بجدارة، وكانت المواجهة المنتظرة أو مباراة العقد بين فريقين يقود أحدهما أعظم مدرب في التاريخ، وينظر إلى الثاني على أنه أقوى ترسانة من نجوم اللعبة على مدار التاريخ.

ولأن كرة القدم تعتمد على اللاعبين أولا.. والمدرب ثانيا.. والإدارة ثالثا.. والجماهير رابعا، وحيث يشكل اللاعبون النسبة الأعلى في «قوة» الفريق فقد كانت الغلبة لفريق النجوم ولم يتمكن عملاق التدريب.. «السير» فيرغسون من عمل أي شيء أمام فريق الفن والأداء الساحر بقيادة ميسي الماهر.

فاز الفريق الذي حير الجميع بقدرته البدنية العجيبة، وأسلوبه الفريد، و«تكنيكه» المذهل و«تكتيكه» الخطير وترك لـ«ألمان يونايتد» حق الفرجة والاستمتاع مثل الملايين من المشاهدين الذين انحازوا إلى كرة «الفن».

فاز «البرشا» الذي يتميز ويبدع في تنفيذ طريقة 4/1/2/3 في معظم مجريات كل مبارياته حيث يشكل «الأسطورة» ميسي لاعبا ثالثا ومن العمق إلى جوار بيدرو وفيا، بينما يقف في الخلف في «الوسط» أفضل «ثنائي» في التاريخ تشافي وإنييستا.

وكالعادة كان ميسي وتشافي وإنييستا خلف الفوز الكبير على الـ«ألمان يونايتد»، وظهر «الثلاثي» في أفضل حالاتهم الذهنية والبدنية والمهارية ولم يقصر بقية أفراد مدرسة الفن فالديز وداني الفيس وبيكي وابيدال وماسكيرانو وبيدرو وفيا، وتقاسم «ثلاثي» الهجوم بيدرو وميسي وفيا تسجيل الأهداف، لكن عناصر الفريق كلها اتفقت على إمتاعنا بعرض يستحق أن تعاد مشاهدته «تلفزيونيا» عدة مرات، وتبقى المباريات الأخرى كلها ماسخة.. هزيلة.. بلا نكهة أو جاذبية بعد سيمفونية «البرشا».

[email protected]