تسويغ!

عبد الرزاق أبو داود

TT

طبيعة ومسيرة التطورات في شريحة من وسائلنا الإعلامية الرياضية.. أو ما يسمى مجازا بـ«الصحافة الرياضية».. تنطلق بقوة نحو المجهول.. بل هي تتوجه وبشكل غير إيجابي بالمطلق في هذا الاتجاه.. فما نقرأه ونسمعه ونشاهده عبر هذه الوسائل - التي تطاردنا في عقر دورنا - من مساجلات وتهجمات وخروجات جارحة على قيمنا وتقاليدنا الإسلامية والعربية والرياضية.. وما تحفل به من كتابات وتهكمات صحافية وتلفازيه تتعرض «بوقاحة» لكثير من الناس والرياضيين في سمعتهم وشرفهم.. وهو ما يعتبر أمرا غير مألوف ولا مقبول على الإطلاق.. مهما كانت الدوافع أو المسوغات أو الأهداف أو النوايا.

يصاب البعض منا بالذهول والحيرة وهو يقرأ ويسمع ويشاهد بعضا مما ينشر أو يبث في هذه الصفحات والشاشات المليئة بالصالح والطالح من الطروحات، التي أدت وتؤدي كل يوم إلى زيادة احتقان الوسط الرياضي.. وارتفاع ضغطه بشكل لم نعهده من قبل.. فمن إطلاق لعبارات هابطة وإسقاطات مهينة.. واتهامات باطلة خارجة عن قيمنا.. وهو ما يمكن أن يترتب عليه استحقاقات «قانونية» في حال لو أخذ بها كقرائن على سوء استخدام «الحرية الصحافية» التي يتلطى بها بعضنا.. والتي أسيء استخدامها..! أكثر ما يلفت فيما تشهده الساحة الصحافية الرياضية هو تلاعب البعض بالألفاظ في ممارستهم السلبية.. ومحاولة تسويغها تحت ذريعة الدفاع عن هذا الكيان الرياضي أو ذاك.. هؤلاء سادرون في ادعاء الموضوعية.. ووصف الغير ببطلان حججهم.. الأشد من كل هذا ما تحفل به بعض هذه الممارسات من اتهامات تخش الحياء.

لسنا هنا في وارد تقديم النصيحة أو إلقاء اللائمة على أحد وإن كنا قد نفعل مستقبلا.. بيد أن الأشياء خرجت بالفعل عن حدودها.. ولم تعد تجدي معها وسائل ومسكنات التعامل «الأبوية» وأصبح الصمت ضعفا.. والتغاضي استرخاء.. ولم يعد التحذير مفيدا.. وبات أمر استعمال الأدوات المرجوة التأثير في هذا المجال أمرا ضروريا.. بحيث تُفعل آليات معينة معلومة تقود إلى وقف جماح هذه الممارسات.. ووقف دفق وتوالي المهاترات والحقد والضغينة وتوابعها الارتدادية التي تمطرنا صباحا ومساء من محترفي الظهور على الشاشات ليقولوا أي شيء في أي شيء.. فقد أصبح لدينا «متبحرون» أفذاذ بالشأن الرياضي ونحن في حاجة إلى التصدير ليستفيد العالم من إمكاناتنا ومواهبنا! لست مع أحد ضد أحد.. ولكنا بالتأكيد ضد كل من تعرض ويتعرض بالسوء والشتائم والقذف والإهانة للآخرين.. أو التشكيك في ولائهم لوطنهم وإخلاصهم له.. أو فحص أو مراجعة خياراتهم الرياضية.. أو المس بانتماءاتهم و«فئاتهم» الاجتماعية وتوجهاتهم الثقافية الرياضية.. ترك الأمور على ما هي عليه سيؤدي بالتأكيد إلى تفاقم الاحتقان.. ويقود إلى انفلات الأمور صعوبة السيطرة عليها.. وتفاقم الأحداث والصدامات.. كما حدث في بعض المباريات الرياضية.. وبالتالي العودة إلى تصرفات وأفعال عتيقة تجاوزها الزمن.. وتخطاها الوعي لدى السواد الأعظم من الرياضيين.. ومع كل هذا وذاك.. فإننا متيقنون من أن المعنيين سيتدخلون عاجلا أم آجلا.. ويشدون بقوة على أيدي العابثين باستقرار وطبيعة العلائق والتعامل ضمن مسيرة الحركة الرياضية الوطنية.. ووضع حد لهذا المد المتصاعد من العبث والتسيب الإعلامي الرياضي المقيت.