تكريم ماجد أم استغلاله؟

منيف الحربي

TT

قبل ثلاث سنوات أقدم الأمير فيصل بن تركي على خطوة طالما انتظرتها جماهير الوطن، حيث تكفل بإقامة حفل اعتزال رمز الكرة السعودية ونجمها التاريخي ماجد عبد الله.

لقيت تلك الخطوة تقدير الجميع، وأسهمت في تعزيز الصورة الإيجابية عن الأمير وأوجدت له شعبية كبيرة، خاصة أن حفل التكريم ظهر بشكل رائع لا يمكن أن تنساه ذاكرة استاد الملك فهد الدولي.. والسبب بالطبع هو شخصية اللاعب الاستثنائي ومكانته الرفيعة.

الآن، وبعد مرور 36 شهرا تحدث ماجد عقب صمت طويل وبأسلوبه الهادئ الرزين، دون إساءات أو تجريح.. وقال بعبارة مختصرة جدا إنه «لم يتسلم شيئا من حقوقه».. كاشفا عن حصول شركة «صلة» على نصيبها وكذلك الأمير!

لن أقول إن هناك استغلالا لاسم ماجد ومتاجرة بأسهمه القوية، فأنا لا أعرف رأي الطرف الآخر في هذه القضية، ولا أتوقع أن رئيس النصر تكفل بالحفل كي يكسب السمعة الحسنة ولا يخسر ريالا واحدا.. لكن المؤكد أن أبو عبد الله لم يتحدث إلا بعد أن استنفد كل المحاولات، والمفروض أن يكون قد تسلم حصته قبل شركة «صلة» وقبل الأمير فيصل.. أما أن يبقى منتظرا طوال ثلاث سنوات دون نتيجة فمن حق أي أحد أن يتساءل: «هل هو تكريم أم استغلال؟».

أتمنى أن تكون مجرد صعوبات والتزامات متراكمة هي التي حالت دون تسليم ماجد حقوقه، وأن تنتهي فصول الحكاية سريعا قبل أن تتحول إلى رواية مليئة بالتفاصيل «حيث يكمن الشيطان»!

قبل أسابيع كتبت هنا تحت عنوان «يا نصراويون.. اشكروا الإدارة والمدرب»، وقلت إن مشكلة النصر ليست في مدرب أو إداري أو لاعب، فكم مر عليه من هؤلاء! المشكلة الحقيقية هي افتقاد ثقافة الشكر والتقدير حتى بين النصراويين أنفسهم، وهي بينهم وبين الآخرين أكثر جلاء، وما قصة ماجد الأخيرة إلا مؤشر على ضمور الفكر الأصفر واستسلامه لدوائر الانغلاق والفردية والجحود!

* حصاد السنين

* كثرة المشكلات وتردي المستويات وتشتت الجهود، مظاهر جعلت المشهد الرياضي يبدو في غاية البؤس.. الواقع أن الحالة لم تكن مفاجئة ولا غريبة، بل متوقعة، فما يحدث حاليا هو تداعيات سنوات الجمود، وترك الملفات معلقة دون حسم.. وبالتالي نحتاج إلى وقت كي يتعافى وسطنا من أمراضه ونحتاج إلى تواصل القرارات القوية المنعتقة من حسابات الماضي ومراوغاته.

* فاصلة

* معظم الطرح المتعلق بخطأ أمانة اتحاد الكرة هو تكرار لطرح سابق أو اجترار مشكلات ماضية.. يندر أن تقرأ أو تسمع حلولا أو رؤى استشرافية تعالج السلبيات بعيدا عن الشخصنة والتقسيمات العاطفية.

ينبغي النظر للمشكلات من أعلى، وعدم الوقوع في شرك التحزبات الضيقة والقضايا الخاصة.. إنها ليست قضية الشباب أو الأهلي، بل قضية الرياضة السعودية، وفي زعمي أن القرارات الأخيرة تأخذ اتجاه الحل، لكنها تحتاج إلى المزيد من الضبط القانوني وتوسيع دائرة المشاركة.