معا للخروج من الأزمة وتطهير الملاعب

فرانكو أرتوري

TT

إن لم نشعر بأن فضيحة الرشاوى الأخيرة هذه خاصة بنا، فسوف نخرج منها أسوأ مما دخلنا فيها، نحن المؤسسات، وعشاق اللعبة، واللاعبين والإداريين. هل صرنا أطرافا مجروحة؟ ربما، لكن لنا دورا حاسما يحتاج الثأر له، ألا وهو الالتزام أمام حالة طوارئ أخلاقية حقيقية. في كل مرة تتخذ فيها القانونية خطوة إلى الوراء، في المدرجات وداخل الملعب، يتم فتح معبر يمكن أن ينفذ من خلاله بعض الفاسدين. ويمكن أن نحصى عشرات الفرص المهدرة في هذا الجانب منذ سنوات.

هناك ملكية مشتركة تجمعنا اسمها كرة القدم لا بد من الحفاظ عليها، ولا يمكن أن نلقي هذه المهمة كاملة على عاتق رجال القانون ورجال الشرطة، إنه شيء لا جدال عليه. لا بد أن يسهم كل منا في الحفاظ على بيته نظيفا، فالحكم على استحياء، وبيروقراطية القضاء الرياضي، ونبذ التصرفات الخاطئة، وغياب اللعب النظيف، كل هذا يصنع الفارق على البعيد بين المناخ العكر والشفافية التي نستحقها. لا توجد ولايات عامة ينبغي استدعاؤها أو مقاطع بلاغية نتلوها على الرأي العام، فقط علينا جميعا اتخاذ خطوات بسيطة في الاتجاه نفسه. إن تلاحق أحداث الصفقة الشريرة والفضيحة التي هزت الكرة الإيطالية وتغرق الرأي العام يثير الخوف. إن عددا من المباريات لا يمكن تحديده بدقة بعد من المباريات المشتراة والمباعة كان يمكنه وضع الثغرات السوداء في سياستنا الوطنية على الصفحات الأولى للجرائد. إنه رقم قياسي مقلوب، فقد حان الوقت حتى تبتكر كرة القدم الخطوات إلى الأمام شريطة ألا تكون قررت إدارة أفولها ببساطة، وهو توقع مرعب قبل أن يكون محزنا.

إن تأمل هذه الساعات الأولى غير مطمئن، والعبارة الشهيرة الآن «لا دخل لنا في ذلك»، قد تكون أمرا مفهوما بالنسبة لمن هو مسجون أو تم التحقيق معه، ومخيبا إن صارت هتافا موحدا له دوي. ليس صحيحا أننا عزّل أمام أوغاد، بل إنهم أيضا يمكنهم العمل فقط في الخفاء الناتج عن عدم اكتراثنا. مبيد الأعشاب السليم يسمم من مرة لأخرى أمر صحيح، وليس عنفا.. استادات راقية، شعور حضاري لدى الجميع. النقطة الأولى في جدول أعمال أسياد كرة القدم، المجتمعين في الرابطة، ليس تقسيم حقوق البث التلفزيونية، وإن كانت الأجندة تقول ذلك فهي مخطئة. مسؤولو نادي كريمونيزي يذكرون ذلك بطريقة فظة، ومرات عديدة تحولنا إلى الجانب الآخر لمواجهة الأعمال الخاطئة. طبعا، الاستاد ليس كنيسة، أو قاعة مدرسية أو قاعة محكمة، إلا أنه ليس مقلب نفايات، إن كنا جميعا متفقين على هذه النقطة فهذه هي لحظة تجميع المخلفات كل على حدة بحسب النوع.