نجاح المنتخب لا يتطلب أن يكون الدوري قويا

موفق النويصر

TT

منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، وتحديدا بعد خروجه من الدور الأول لنهائيات كأس أمم آسيا لكرة القدم، التي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة، وتُوّج بلقبها المنتخب الياباني، ومنصب المدير الفني للمنتخب السعودي الأول، بعد إقالة البرتغالي جوزيه بيسيرو، لا يزال شاغرا، حيث لا تزال جهود الاتحاد السعودي في دراسة ملفات المدربين العالميين للتعاقد مع أحدهم للإشراف على تدريب المنتخب قائمة.

ومن المنتظر أن تحسم إدارة المنتخب خلال الأيام أو الساعات المقبلة نتيجة هذا البحث، بحسب تصريحات محمد المسحل، رئيس لجنة شؤون المنتخبات، الذي يقوم بجولة أوروبية حثيثة للبحث عن مدرب عالمي يعيد للكرة السعودية هيبتها.

المفارقة أنه، مع كل مرة يردد الإعلام المحلي أو العالمي أسماء مدربين عالميين محتملين لتدريب المنتخب السعودي، أمثال البلجيكي ميشال برودوم، أو المكسيكي خافيير اغويري، أو الهولندي بيرت فان مارفيك، أو مواطنه غوس هيدينك، أو الأرجنتيني مارسيلو بييلسا، أو مواطنه خوسيه بيكرمان، يكون نفي الاتحاد السعودي حاضرا، ومؤكدا أن الإعلان عن اسم المدرب الجديد سيكون في الأيام المقبلة.

ومع تأخر التعاقد مع المدرب تزداد ضغوط الإعلام الرياضي والتكهنات حول هوية المدرب الجديد الذي سيعلن عنه، خاصة أن الكرة السعودية مقبلة على مشاركات قارية طويلة، خلافا لما كانت عليه في السابق، من التأهل للأدوار النهائية مباشرة، حيث سيلعب المنتخب تصفيات أولية قبل التأهل للأدوار النهائية لبطولة آسيا المقبلة.

غير أن السؤال المهم الذي يطرح نفسه؛ هل ستُحَل معضلة المنتخب السعودي الأول بمجرد الإعلان عن اسم المدرب العالمي الجديد، أم أن هناك جوانب أخرى يجب توافرها قبل وصول المدرب؟ وأعني بالجوانب الأخرى الأمور الإدارية والفنية والاحترافية، بالإضافة إلى تقوية المسابقة المحلية، كما يطالب بعض الشارع الرياضي.

شخصيا أعتقد أن وجود اسم تدريبي عالمي كفء، قادر على إحداث الفرق ولو آنيا، حتى يتم إصلاح جميع الأعطاب والثقوب الموجودة في جسد الرياضة السعودية، مستدلا على ذلك بتجربتين حاليتين؛ الأولى مغربية والثانية إنجليزية.

فالكرة المغربية، قبل إشراف البلجيكي إيريك غيريتس، كانت في أسوأ مراحلها، ويكفي التذكير بأن المغرب لم يتأهل لكأس العالم بعد مشاركته الأخيرة في 1998، كما لم يحقق كأس أمم أفريقيا منذ سنوات طويلة، غير أن من شاهد الأداء المبهر الذي قدمه الفريق في مباراته الأخيرة أمام الجزائر، وتأهله عن مجموعته لنهائيات أمم أفريقيا المقبلة، يستطيع أن يلمس حجم التغيير الذي أحدثه غيريتس مع الفريق، على الرغم من ضعف الدوري المغربي.

أما بالنسبة للتجربة الإنجليزية، فلا يجادلني أحد في أن الدوري أو البطولات الإنجليزية تعد أحد أفضل الدوريات، إن لم تكن أفضلها، حيث تضم خيرة الأسماء الكروية، سواء كانوا لاعبين أو مدربين، ومع هذا لا يذكر الشارع الإنجليزي نفسه متى حقق منتخبه الكروي آخر بطولة عالمية أو قارية، وذلك لأسباب لست في صدد التطرق لها في هذا المقال.

يبقى الأهم، بالنسبة للمنتخب السعودي، أن يكون المدير الفني الجديد صاحب رؤية فنية ثاقبة، يجيد قراءة المباريات والخصوم جيدا، ويستطيع من خلال قوة شخصيته أن يفرض أسلوبه ونهجه التدريبي، ويكسب بالتالي محبة واحترام اللاعبين والإداريين والجماهير، بما ينعكس إيجابا على أداء المنتخب.

[email protected]